خروج الوضع الوبائي عن السيطرة يدفع إسرائيل للاستعانة بالجيش

أطلقت إسرائيل خدمة استشفائية جديدة لمكافحة فيروس كورونا المستجد يشارك بإدارتها الجيش وهي سابقة للجهاز الطبي العسكري الإسرائيلي الذي سيكلف بالعناية بمدنيين، في خطوة تهدف إلى دعم النظام الصحي الذي يواجه صعوبات.


وتسجل إسرائيل واحدا من أعلى معدلات الإصابة بكوفيد-19 في العالم، مع 290 ألف إصابة مؤكدة و1900 وفاة بين سكانها البالغ عددهم تسعة ملايين نسمة.

وسينضم نحو مئة طبيب وممرض ومسعف وعاملون طبيون عسكريون آخرون إلى فرق مستشفى رمبام في حيفا "لعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد"، كما أكد الجيش في بيان.

وسيشارك هؤلاء في إدارة غرفة مراقبة أطلقت تسمح بمراقبة المرضى عبر كاميرات وكذلك في وحدة عناية جرى إنشاؤها في مرآب سيارات المستشفى الذي تحول جناحا لعلاج المصابين بالوباء.

وبُني مرآب سيارات المستشفى الواقع في شمال إسرائيل بعد الحرب مع حزب الله في لبنان عام 2006 لاستخدامه ملجأ في حال تجدد القتال.

لكن مع انتشار فيروس كورونا المستجد مجددا في إسرائيل، حُوّل إلى وحدة عناية مركزة لتخفيف الضغط عن مستشفيات المنطقة.

ويضم حاليا 60 مريضا، لكنه يتسع لـ800 في حال اتسع انتشار الوباء في إسرائيل، كما قال آفي وايسمان نائب مدير المستشفى.

واعتبر أن إشراك الجيش في مكافح الوباء سيسمح باستئناف العمل في خدمات أوقفت بسبب فيروس كورونا.

وقال "اضطرنا لإغلاق غرف العمليات وإيقاف بعض الخدمات الإسعافية والجراحات الاختيارية".

ويتولى العاملون في المجال الطبي العسكري في إسرائيل عموما معالجة العسكريين. ويتدخلون أيضا في حال وجود أزمات إنسانية في الخارج.

وهذه المرة الأولى التي يقدمون فيها مساعدة طبية في مستشفى مدني، كما أعلن أرييل فورير رئيس قسم كوفيد-19 في الجيش، مضيفا "ندرك أن المرحلة صعبة والوباء باق لوقت طويل".

وقال فيليكس وينيتسكي البالغ من العمر 56 عاما، إن كل عائلته أصيبت بالفيروس وأن والده توفي بعد اصابته بكوفيد 19 قبل عشرة أيام، مضيفا "حتى الآن، لم أكن أعتقد أن فيروس كورونا خطير لهذا الحد، لكن عندما يصل إليك فهو مرض قاس جدا".

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الذي كان حاضرا في المكان أن الجيش "يعمل على سد الثغر التي ظهرت في نظام صحي عام جيد، جرى إهماله لعقد".

وفي هذا التصريح انتقاد لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو خصمه السابق وشريكه حاليا في ائتلاف حكومي هش.

 ويواجه نتنياهو انتقادات حادة واتهمات بسوء ادارة الأزمة الصحية. ويأخذ عليه عدد من الخبراء المستقلين بأنه لم يعط الأولوية للنظام الصحي منذ أن وصل إلى السلطة في عام 2009.

وفي الشارع خرج المئات في مظاهرات احتجاجا على إدارة نتنياهو للأزمة الصحية وللمطالبة برحيله. قامت قوات الشرطة بقمع تلك المظاهرات في أكثر من مناسبة.

وفي محاولة لاحتواء الغضب في الشارع الإسرائيلي تقدم نتيناهو بمشروع قانون يمنع التظاهرات بدعوى الحد من انتشار الفيروس.