الانتخابات الأمريكية

الحمار والفيل .. التلاسن والاتهامات يسيطران على المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، وجو بايدن المرشح الديمقراطي، إلى حلبة من الصرع تبادل كل منهما الاتهامات والتلاسن على الأخر.


وعلى الرغم من أن المتصارعين داخل الحلبات دائما ما يبدأون جولاتهم بالتصافح إلا أن المرشحين أبى الإقبال على تلك الخطوة بدعوى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي أثناء جائحة فيروس كورونا، واضعين لأنفسهم حاجزا نفسيا قبل أن يكون تباعديا.  

وحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يخوض الانتخابات الرئاسية برمز الحمار ، التماسك وإظهار الإيجابيات العديدة التي حققها خلال فترة الرئاسية التي أقتربت من خط النهاية، وشن الاتهامات والتلاسن بالألفاظ تجاه مرشحه الديمقراطي جون بايدن الذي يخوض الانتخابات برمز الفيل.      
90 دقيقة من جدل تحولت في كثير من الأحيان إلى شد وجذب بشكل غير مسبوق، حيث انتقد بايدن، الرئيس الأمريكي بسبب سياساته بشأن مواجهة فيروس كورونا، والتهرب الضريبي، والكذب في بعض الأحيان، وهو الأمر الذي لم يجد ترامب أمامه فرصة سوى الرد بهجوم مماثل متهما بايدن بتسليم عقله إلى الرئيس السابق باراك أوباما.        
وعلى الرغم من فشل أيا من مرشحي الرئاسة الأمريكية في الخروج من تلك المناظرة برفع راية الانتصار، إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن بايدن يتقدم بثبات على ترامب بأقل من 10 نقاط، فيما يتبقى 35 يوما حتى موعد الانتخابات في الثالث من نوفمبر المقبل.      
واستمر المرشحان في تبادل الاتهامات الشخصية، وسط أجواء محمومة سادها التوتر الشديد، إذ قال بايدن: "من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفوًا هذا الشخص"، مواصلاً هجومه بقوله: "أنت أسوأ رئيس في تاريخ أمريكا".      
وخلال سؤالهما عن العنف الذي شهدته البلاد بسبب حوادث عرقية، اتهم ترامب منافسه بايدن بأنه دمية في يد اليساريين الفوضويين، وأنه يخاف أن يتحدث عن إنفاذ القانون حتى لا يخسر اليساريين الراديكاليين.      
ورد بايدن بأن ترامب فشل في إدارة أزمة جائحة كورونا وتسبب في وفاة أكثر من ٢٠٠ ألف أمريكي بسبب الوباء، وسط حديث من العلماء عن احتمالية وفاة ٢٠٠ ألف آخرين، فضلاً عن إنه يقدم استشارات طبية لا أساس لها من الصحة ويناقض العلم، ليرد ترامب: "لو كان الديمقراطيون في الحكم لمات مليون أمريكي من الفيروس الصيني".      
واتهم ترامب منافسه أيضًا بأنه تربح من منصبه في عهد أوباما هو ونجله بالاستثمار بملايين الدولارات في أوكرانيا، ليقاطعه بايدن قائلاً: "ابني يحب بلده وشارك في حرب العراق لمدة عام كامل".    
واتهم بايدن منافسه ترامب بأنه دمية في يد الرئيس الروسي فلادمير بوتين، وبأنه يريد تقسيم الأمريكيين ويغذي العنف والكراهية والعرقية في البلاد.    
وردا على سؤال حول الاقتصاد قال ترامب، إن إدارته كان لديها أقوى اقتصاد فى العالم وكان فى أفضل أداء له على الإطلاق قبل اندلاع "طاعون الصين، مؤكدا أن الديمقراطيين يريدون الحفاظ على إبقاء الولايات مغلقة لأنهم يتخيلون أنهم يأذوننا بهذه الطريقة، ولكنهم يأذون الناس وليس نحن.      
وركز الجزء الأخير من المناظرة على نزاهة الانتخابات،  ليؤكد المرشح الديمقراطى، جو بايدن خلال  إجابته على تشجيع الأمريكيين على التصويت، قائلا "أنزلوا وصوتوا، وستحدد أصواتكم نتيجة هذه الانتخابات، عليكم أن تصوتوا بأى طريقة مناسبة لكم سواء عن طريق البريد أو عن طريق الذهاب إلى لجان الاقتراع ، سواء مبكرا أو يوم الانتخابات، المهم أن تصوتون".    
وأشار بايدن إلى هجمات ترامب على التصويت عبر البريد، والتي ادعى الرئيس (بدون دليل) أنها ستكون عرضة لعمليات الاحتيال على نطاق واس، ومؤكدا أن ترامب نفسه صوّت عبر البريد في السنوات الأخيرة.

بينما كرر ترامب أن التصويت عبر البريد على نطاق واسع في انتخابات هذا العام سيمثل "تزويرًا"، زاعما  أن الأمريكيين قد لا يعرفون نتائج الانتخابات "لأشهر" ، على الرغم من أن مسؤولي الانتخابات من كلا الحزبين لم يرددوا هذا القلق.  

ليرد  بايدن: "إنه خائف فقط من فرز الأصوات، فيقاطعه ترامب، قائلا، إن هذا ليس حقيقىيا ودعا أنصاره لمراقبة الأداء فى لجان الاقتراع لأنه يخشى من وجود تزوير، ليرد بايدن قائلا، إن الأمريكيين يصوتون عبر البريد منذ الحرب الأهلية ولم يثبت قط إنها تم تزويرها.      
وفي نهاية المناظرة شكك ترامب بنزاهة الاقتراع عبر البريد في الانتخابات المقبلة، وهو ما رد عليه بايدن قائلاً إن ترامب وحده من يؤمن بإمكانية تزوير الانتخابات إذا ما تمت عبر البريد، مضيفًا أن ترامب مُجبر على قبول نتيجة الانتخابات، داعيًا الأمريكيين إلى النزول والمشاركة بقوة في الاقتراع؛ الطريق الوحيد لإزاحة ترامب عن منصبه.      
وعقب انتهاء المناظرة الأولى التي عُقدت في كليفلاند في ولاية أوهايو، لا يزال هناك مناظرتان رئاسيتان قبيل الانتخابات في 15 أكتوبر في ميامي، بولاية فلوريدا. أما الأخيرة فستعقد في 22 أكتوبر في ناشفيل، ولاية تينيسي.