الأطراف اليمنية تجتمع على سفينة بسبب انعدام الثقة
لجأت لجنة الأمم المتحدة المشرفة على مراقبة وقف إطلاق النار في اليمن إلى عقد اجتماعها المقبل على متن سفينة قبالة مدينة الحديدة الساحلية؛ نظراً لعدم اتفاق الأطراف المتحاربة في اليمن على مكان لإجراء المحادثات.
ونقلت وكالة "رويترز"، الأحد، عن مصادر أن الأمم المتحدة استأجرت سفينة لاستخدامها مقراً للجنة واجتماعاتها.
وقال مصدر آخر إن ممثلين عن الأطراف المتحاربة سينقلون إلى السفينة على متن طائرات عمودية تابعة للمنظمة الدولية.
وتعقد لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي ترأسها الأمم المتحدة وتضم أعضاء من كلا الطرفين، لقاءات منتظمة للإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار.
وكانت مصادر أكدت في وقت سابق، أن اللجنة التقت في السابق في أراض خاضعة لسيطرة الحوثيين، لكن محاولات لعقد اجتماع في مناطق يسيطر عليها التحالف فشلت بسبب عدم رغبة الحوثيين في عبور خطوط الجبهة.
ومن المتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعها المقبل خلال أيام، بعد وصول الجنرال الدنماركي مايكل أنكر لوليزجارد الذي عُين يوم الخميس خلفاً للجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمارت.
وتسعى الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق بشأن هدنة وسحب القوات من الحديدة التي تعد نقطة الدخول الرئيسية لمعظم واردات اليمن، وذلك في إطار الجهود لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت ملايين آخرين إلى شفا المجاعة.
وحث مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، الأطراف المتحاربة إلى سحب قواتها من الميناء سريعاً.
وقالت وكالات إغاثة دولية إن الظروف التي يعيشها آلاف يعانون من الجوع الشديد تتدهور سريعاً.
والتزم الطرفان بالهدنة إلى حد بعيد منذ بدء سريانها قبل شهر، لكن وقعت مناوشات بين جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران والتحالف بقيادة السعودية والإمارات.
وبينما يسيطر الحوثيون على الحديدة تحتشد قوات التحالف على أطرافها. وتختلف الأطراف المتحاربة بشأن من سيتولى السيطرة على المدينة والميناء بعد انسحاب القوات، ويتهم كل طرف الآخر بخرق الاتفاق.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعلن في منتصف ديسمبر الماضي، عن توصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق حول مدينة الحديدة، غربي البلاد، ومينائها الاستراتيجي، عقب مشاورات استمرت نحو أسبوع في السويد برعاية أممية.
ومنذ مارس 2015 تقود السعودية تحالفاً عسكرياً ضد مسلّحي الحوثي؛ لدعم القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الذي طرده الحوثيون من السلطة في سبتمبر 2014.
وارتكبت السعودية إلى جانب الإمارات والحوثيين جرائم إنسانية بحق اليمنيين، وانتهكت حقوق الإنسان، وتضرر عدد كبير من المدنيين من جراء الغارات التي شنتها قواتهم.
والآن يعاني ملايين اليمنيين المجاعة والأمراض والأوبئة وسط الحرب في اليمن، وتجاهل الأطراف للمطالبات الدولية بوقفها.