فيسبوك يستغل براءة الأطفال لسحب الأموال
كشفت وثائق قضائية حصل عليها مركز التقارير الاستقصائية، ومقرّه الولايات المتحدة، عن فحوى قضية رُفعت على فيسبوك، عام 2012، متهمة الشركة بالسماح للأطفال بإصدار فواتير ضخمة على بطاقات ائتمان والديهم، كجزء من جهد متضافر تقوم به الشركة لتحقيق أقصى قدر من الإيرادات.
وفقاً لصحيفة "الغارديان"، تبيّن الوثائق أن الشركة تشير إلى الأطفال ذوي الإنفاق المرتفع، وتطلق عليهم الشركة "الحيتان"، وتقرّر أن ترفض إعادة المبالغ المنفقة من خلالهم على شراء ألعاب وتطبيقات وغيرها ببطاقات آبائهم الائتمانية.
وداخل الشركة يصف أحد موظفي الشركة هذه الطريقة من جلب الأموال بأنها نوع من "الاحتيال الودّي".
وقال أحد الموظفين، والذي كان مسؤولاً عن مشروع لزيادة عائدات إحدى الألعاب: "كان الأسلوب المُتّبع لجني الأموال سيئاً جداً في بعض الألعاب، كلعبة النينجا، ولعبة حوض السمك، ولعبة الأودية البرية".
سمحت تلك الألعاب للمستخدمين بشراء مزايا في اللعبة بأموال حقيقية، لكن الرابط كان غير واضح في كثير من الأحيان للآباء والأمهات والأطفال.
والأطفال الأصغر سناً لم يفهموا المطلوب منهم، في حين أن الأطفال الأكبر سناً والمراهقين لم يكونوا على دراية بأن بطاقات الائتمان الخاصة بآبائهم كانت مرتبطة بالحسابات إلى أن قاموا بصرف فواتير بآلاف الدولارات.
وفي محاولة لمعالجة المشكلة قالت فيسبوك إنها وضعت فريقاً من موظفيها لإيجاد سياسة تطلب من الأطفال إعادة إدخال بعض تفاصيل البطاقة قبل أن يتمكّنوا من شراء العناصر داخل اللعبة؛ لإثبات أنهم حصلوا على إذن والديهم، ولكن لم يتم تنفيذ هذه الميزة على أرض الواقع.
وقال متحدث باسم فيسبوك، في بيان صدر الجمعة: "اتصلنا بمركز الإبلاغ عن التحقيقات في العام الماضي، وكشفنا طواعية المستندات المتعلّقة بقضية 2012 حول سياسات رد الأموال الخاصة بنا لعمليات الشراء داخل التطبيق، والتي يعتقد الآباء أنها قد تم إجراؤها بالخطأ من قبل أطفالهم القاصرين".
وأضاف: "أصدرنا الآن وثائق إضافية وفقاً لتعليمات المحكمة، ويعمل فيسبوك مع الآباء والخبراء لتقديم أدوات للعائلات تمكّنها من مراقبة عمليات شراء أبنائهم، ووافقنا في عام 2016 على تحديث شروطنا وتوفير موارد مخصّصة لطلبات استرداد الأموال المتعلقة بالمشتريات التي يجريها القاصرون داخل التطبيق".