أمريكا تطلب من قطر إنهاء هيمنة الغاز الروسي في أوروبا
كشف مسؤول في الإدارة الأمريكية أن بلاده تريد من قطر، أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال في العالم، أن تتحدى هيمنة الغاز الروسي في أوروبا.
وقال دان بروليت، نائب وزير الطاقة الأمريكي، يوم الاثنين، لوكالة "رويترز": إن "الولايات المتحدة تتباحث مع الدوحة بشأن تزويد أوروبا بالغاز الطبيعي المسال، حيث تريد من ألمانيا ودول أخرى أن تستورد الغاز الأمريكي والقطري بدلاً من الروسي".
وتساهم روسيا حالياً بنحو 60% من واردات ألمانيا من الغاز، أكبر مستهلك للطاقة في أوروبا، كما سبق أن حذرت الولايات المتحدة الشركات الألمانية من عقوبات محتملة بشأن خط أنابيب (نورد ستريم 2) الروسي الجاري بناؤه، والذي سيزيد إلى المثلين الطاقة التصديرية الروسية لألمانيا عبر بحر البلطيق.
وقال بروليت في الدوحة، إنه ناقش الموضوع مع وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، سعد الكعبي، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لقطر للبترول.
وتابع قائلاً: "نتباحث مع الوزير الكعبي هنا بشأن أسواق أخرى، وبالتحديد مد الأسواق الأوروبية بالغاز الطبيعي".
كما أوضح المسؤول الأمريكي أن خط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2) سيزيد اعتماد ألمانيا وأوروبا على الغاز الروسي، لكنه أشار إلى أن ألمانيا قررت في الآونة الأخيرة المساعدة في تمويل منشآت استيراد الغاز الطبيعي المسال التي يمكنها أن تقلص هذا الاعتماد.
وأقر بروليت بأن الغاز الطبيعي المسال سيتكلف أكثر من الغاز المنقول عبر خطوط أنابيب، لكنه قال إن إمدادات الغاز الطبيعي المسال من قطر ودول أخرى ستساعد في تنويع مصادر الإمدادات المتجهة إلى أوروبا.
وقال: "إنه أمر جيد للأمن القومي لأوروبا. الغاز الرخيص يأتي بثمن مرتفع من الحرية".
وأبلغ الكعبي "رويترز"، الشهر الماضي، بأن قطر للبترول تتطلع إلى استثمار ما لا يقل عن 20 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة القادمة، وتوقع اتخاذ القرار النهائي بشأن استثمار الشركة بمرفأ الغاز الطبيعي المسال "جولدن باس" في تكساس قريباً.
وتملك قطر للبترول حصة الأغلبية في مرفأ "جولدن باس" للغاز الطبيعي المسال، في حين تملك "إكسون موبيل" و"كونوكو فيليبس" حصصاً أقل.
وقال بروليت: "الاستثمارات القطرية في جولدن باس، وفي منشآت التصدير الأمريكية، مهمة للغاية للسماح لنا بإيصال ذلك الغاز الطبيعي إلى أوروبا".
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتهم ألمانيا، في يوليو الماضي، بأنها "رهينة" لروسيا بسبب اعتمادها عليها في توفير الطاقة، وحثها على وقف العمل في خط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2) البالغة استثماراته 11 مليار دولار.
وترفض ألمانيا هذا الاتهام، وتقول إنها منفتحة على تنويع مصادرها من الطاقة، لكنها تشير إلى أن المبيعات ستتحدد في النهاية في ضوء الأسس الاقتصادية.
وفي سبتمبر الماضي، قالت قطر إنها ستستثمر عشرة مليارات يورو (11.6 مليار دولار) لتعزيز علاقاتها مع ألمانيا خلال السنوات الخمس القادمة، ومن ضمن ذلك احتمال إنشاء مرفأ للغاز الطبيعي المسال.