نيويورك تايمز: إجراءات بولتون قد تعجّل بالصدام مع إيران
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون) أعربوا عن خشيتهم من أن إجراءات مستشار الأمن القومي، جون بولتون، قد تعجّل بالصدام مع إيران في وقت تفقد فيه الولايات المتحدة نفوذها في الشرق الأوسط؛ بعد قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وكانت تقارير صحفية قد كشفت عن طلب بولتون من وزارة الدفاع، العام الماضي، تزويد البيت الأبيض بخيارات عسكرية لضرب إيران.
وجاء هذا الطلب الذي أثار قلق وزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس، ومسؤولين آخرين في البنتاغون؛ بعد أن أطلق مسلّحون مدعومون من إيران ثلاث قذائف مورتر أو صواريخ على السفارة الأمريكية في بغداد، داخل المنطقة الخضراء المحصّنة أمنياً، بحسب الصحيفة الأمريكية.
واستجابة لهذا الطلب عرضت وزارة الدفاع بعض الخيارات العامة، ومن ضمن ذلك غارة جوية عبر الحدود على منشأة عسكرية إيرانية يمكن أن تكون رمزية في معظمها، غير أن ماتيس وغيره من القادة العسكريين عارضوا الانتقام بهذه الطريقة؛ لكون الهجوم كان ضئيلاً.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي كبير طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن مثل هذه الضربة يمكن لها أن تؤدّي لصراع مسلّح، وكان يمكن أن تدفع العراق لأن يطلب من القوات الأمريكية مغادرة البلاد.
وتقول الصحيفة إن بولتون لا يريد الاستماع لأي وجهة نظر معارضة، ويخالف التسريبات ويريد السيطرة على ما يصل للرئيس ترامب، والأهم من ذلك أنه لا يوجد الكثير من الخيارات للتعامل مع إيران، وأي خيار سيؤدّي إلى التصعيد حتماً.
البنتاغون من جهته امتنع عن التعليق على طلب بولتون بتزويده بالخيارات العسكرية الخاصة بإيران، وفقاً للصحيفة.
غير أن وزارة الدفاع قالت في بيان لها، إن وزارة الدفاع هي منظمة تخطّط وتوفّر للرئيس خيارات عسكرية لمجموعة متنوّعة من التهديدات، كما تعمل على مراجعة واستكمال الخطط والأنشطة الخاصة بالتعامل مع مجموعة التهديدات، ومن ضمن ذلك التي تطرحها إيران والرد إذا لزم الأمر.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية قوله إن الولايات المتحدة ستواصل متابعة انسحاب القوات المدعومة من إيران من سوريا، وإيجاد حل سياسي في ذلك البلد، وإن الولايات المتحدة تركت مجموعة من الجنود الأمريكيين في قاعدة التنف، جنوب وسط سوريا؛ لتكون رادعاً للتحرّكات الإيرانية في تلك المنطقة.
ويسعى بولتون منذ توليه رئاسة الأمن القومي في البيت الأبيض، بحسب الصحيفة، لمزيد من عزلة إيران والضغط عليها، ما يعكس عداءً ضد قادة إيران يرجع إلى إدارة الرئيس الأسبق، جورج بوش الابن، حيث سبق له أن دعا إلى شن ضربات عسكرية على إيران وتغيير النظام.
ووفقاً للصحيفة، فقد نجح بولتون في تحقيق تقدم بسياسته العدائية لإيران، ومنها إقناع ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، غير أنه فشل في إقناع الرئيس بالإبقاء على القوات الأمريكية في سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني، رغم تعهّده بذلك سابقاً.
وبولتون ليس هو الصقر الوحيد في إدارة ترامب الذي يقف بقوة ضد نظام إيران، فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي، في خطاب له في القاهرة الأسبوع الماضي، أن الدول تفهم بشكل متزايد أنه يجب علينا مواجهة آيات الله وليس دمجها، على حد وصفه، بحسب "نيويورك تايمز".
وفي 11 سبتمبر الماضي، قال البيت الأبيض في بيان له إن الولايات المتحدة ستحمّل النظام في طهران مسؤولية أي هجوم ينتج عنه إصابة موظّفينا أو إلحاق الضرر بمرافق حكومة الولايات المتحدة، بحسب ما تذكر الصحيفة الأمريكية، وإن البيت الأبيض سوف يستجيب بسرعة وحزم للدفاع عن حياة الأمريكيين.