ماذا طلب بولتون من الأتراك حتى أغضب أردوغان؟
كشف مسؤول أمريكي كبير عن تفاصيل الوثيقة التي قدمها مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، خلال لقائه مع المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، في أنقره، أمس الثلاثاء، والتي يُعتقد أنها كانت سبباً في إغضاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورفضه لقاء بولتون، الذي غادر لاحقاً تركيا.
وبحسب المسؤول الأمريكي الذي تحدث لـ"واشنطن بوست"، فإن بولتون قدَّم وثيقة تتضمن سحب القوات الأمريكية من سوريا، غير أنه أصرَّ على موضوع حماية المقاتلين الأكراد، وأن القوات الأمريكية ستواصل مع حلفائها في سوريا شن الهجمات على مقاتلي "داعش" خلال فترة المغادرة المفترضة للقوات الأمريكية.
وعلى الرغم من إعطاء الأوامر للقوات الأمريكية بالتحضير للانسحاب، فإن بولتون أكد للأتراك أن تلك القوات ستنفذ عمليات تستهدف المجموعات "الإرهابية" في أثناء مغادرتها، من أجل منع عودة ظهور "داعش". كما أن بولتون أبلغ الأتراك أن بلاده ستحتفظ بقدرات غير محدودة على الأرض.
ويقول المسؤول الأمريكي، إن بولتون شدد خلال نقاشاته مع المسؤولين الأتراك، على رفض الولايات المتحدة أي معاملة تركية سيئة مع المقاتلين الأكراد، في المقابل أبلغه المسؤول التركي، كالن، أن بلاده تعتبر المقاتلين الأكراد بسوريا "إرهابيين"، لكونهم يتحالفون مع قوى ومنظمات "إرهابية" مثل حزب العمال الكردستاني.
وشدد على أن تركيا لن تتخذ أي قرار يقضي بالمهاجمة في سوريا، بالوقت الذي لا تزال توجد قوات أمريكية هناك، ولكنها حتماً ستكون لها الحرية الكاملة في مهاجمة أهداف "الإرهابيين الأكراد".
ويبدو أن تصريحات بولتون في القدس وأيضاً الوثيقة التي قدمها خلال لقائه مع كالن، كانتا سبباً في رفض الرئيس التركي مقابلته، ليغادر أنقرة على عجل، كما تقول الصحيفة.
غير أن المسؤول الأمريكي قال إن سبب عدم لقاء بولتون مع الرئيس التركي هو ازدحام جدول مواعيد الرئيس، وليس هناك سبب آخر.
بولتون ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي يزور الشرق الأوسط حالياً، أصرا على أهمية حماية القوات الكردية في سوريا والتي تعتبر أبرز حليف للقوات الأمريكية وتضم 60 ألف مقاتل. لكن رغم هذا القلق الأمريكي الذي أظهره كلا المسؤولين، فإنه لم يتم اعتباره شرطاً أمريكياً للانسحاب، بحسب أحد الأشخاص المطلعين على تفاصيل ما دار في جلسة النقاشات تلك بين الوفدين الأمريكي والتركي.
ولمَّح المصدر إلى أن هناك اعتقاداً أمريكياً بأنه سيكون هناك قتال بين القوات التركية والفصائل الكردية المسلحة في سوريا، عقب انسحاب القوات الأمريكية.
وقالت "واشنطن بوست" إن الأكراد سيكونون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يقاتلوا القوات التركية، وإما أن يصطفوا مرة أخرى مع نظام بشار الأسد.
وفي الأردن، قال بومبيو إن خطة الانسحاب الأمريكي لن تؤثر في أولويات الولايات المتحدة بالمنطقة، وخاصةً ما يتعلق بوقف التمدد الإيراني في سوريا.