بعد انسحاب أمريكا .. تركيا تتعهد بهزيمة "داعش"
تعهدت تركيا بعدم التهاون في قتال تنظيم "داعش" بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، حيث عزّز مسلحون من المعارضة تدعمهم أنقرة مواقعهم في المنطقة المحيطة بمدينة منبج.
ورفض إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المخاوف إزاء احتمال استعادة "داعش"، أراضي كانت تحت سيطرتها بعد الانسحاب الذي أمر به الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وقال في مؤتمر صحفي، مساء أمس الاثنين: "في إطار التحالف العالمي الساعي لهزيمة داعش نودّ أن نعبّر مجدداً عن أننا لن نسمح بتكرار مثل هذا الأمر على التراب السوري، ولا التراب العراقي، ولا التراب التركي".
وأكد كالن أنه لن يكون هناك أي تراجع أو تهاون في الحرب على "داعش"، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
واتفق أردوغان وترامب، خلال اتصال هاتفي، يوم الأحد الماضي، على بدء تنسيق عسكري ودبلوماسي لملء أي فراغ قد يحدث نتيجة الانسحاب الأمريكي.
وقال كالن إن لجنة تضم مسؤولين بالجيش الأمريكي ستزور تركيا، هذا الأسبوع؛ لمناقشة تفاصيل الانسحاب مع نظرائهم، مضيفاً: إن "تركيا ستعزّز أيضاً التنسيق مع روسيا في سوريا".
وأضاف: "الأمريكيون تحدثوا عن أرقام مثل ما بين 30 و60 يوماً، وبين 60 و100 يوم، سننظر في ذلك، كما أن هذا سيعتمد على تنسيق عملية الانسحاب في الميدان".
من جهتها أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن وزير الدفاع المستقيل، جيمس ماتيس، وقّع أمر سحب القوات الأمريكية من سوريا. متوقّعة بدء الانسحاب في غضون أسابيع.
وحول الدعم التركي للمعارضة السورية المسلّحة، أكد متحدث باسم جماعة معارضة مسلحة في سوريا أن قوات سورية تدعمها تركيا عزّزت مواقعها في المنطقة المحيطة بمدينة منبج، التي يسيطر عليها المقاتلون الأكراد، في إطار استعدادها لانسحاب القوات الأمريكية.
وقال الرائد يوسف حمود، الناطق باسم الجيش الوطني، جماعة المعارضة الرئيسية المدعومة من تركيا في المنطقة: "يوم الاثنين تم توجيه بعض أرتال من قوات الجيش الوطني السوري إلى محور منبج، وأخذت مراكز أولية من أجل المعركة".
وأضاف لـ"رويترز": "إن القوات الأمريكية ما زالت في منبج، وإن المقاتلين المدعومين من تركيا لن يتقدّموا إلا بعد أن تنسحب".
وقرار ترامب المفاجئ يقلب السياسة الأمريكية في المنطقة رأساً على عقب، وسيجعل فعلياً قتال تنظيم "داعش" بسوريا في يد تركيا، وسيهيئ أنقرة لتوسيع نطاق زحفها أمام المليشيات الكردية الانفصالية شمالي سوريا.
ولطالما كانت هذه المليشيات مصدر توتّر بين تركيا والولايات المتحدة بشأن سوريا؛ إذ دعمت واشنطن المسلحين الأكراد في المعركة ضد تنظيم "داعش"، لكن تركيا تعتبر هذه الفصائل امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف لدى أنقرة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تنظيماً إرهابياً.