في ظل انقسام منتظر .. ما هي صلاحيات الكونجرس الأمريكي؟
بشرت نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية، اليوم الأربعاء، بانقسام حاد في الحياة السياسية في الولايات المتحدة خلال العامين المقبلين، مع انتزاع الحزب الديموقراطي الأغلبية في مجلس النواب واحتفاظ الحزب الجمهوري بأغلبية مجلس الشيوخ، في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب الأكثر جدلاً في التاريخ الأمريكي.
وحقق الديمقراطيون فوزهم بصورة مبكرة بعد تأمين فوزهم في كل من واشنطن وميامي وديترويت ودنفر وفيلادلفيا ونيوجيرسي بـ 226 مقعداً، مقابل 191 للجمهوريين، في حين فاز الجمهوريون بـ51 مقعداً مقابل 43 للديموقراطيين في مجلس الشيوخ.
وتعتبر هذه الانتخابات من أهم الاستحقاقات الانتخابية النصفية في الولايات المتحدة خلال الأعوام الأخيرة، لا سيما أن نتائجها ستؤدي دوراً مهماً في تحديد مسار ما تبقى من ولاية ترامب.
وسيؤثر هذا الفوز سلبياً على سياسات ترامب، وعلى المشاريع التي يطرحها، مثل بناء جدار على الحدود مع المكسيك، لمنع دخول المهاجرين من خلاله إلى الولايات المتحدة.
وبحسب موقع "أوبن سيكرتس دوت أورغ"، فقد أنفق الحزبان أكثر من خمسة مليارات دولار على الدعاية الانتخابية، ولم يسبق أن أُنفقت هذه المبالغ في انتخابات نصفية؛ ما أدى إلى سيل من الدعايات على القنوات التلفزيونية والإذاعية وعلى الإنترنت.
ويضم الكونغرس كلاً من مجلس النواب الذي يتكون من 435 عضواً يجري انتخابهم كل سنتين ويمثلون المناطق الانتخابية في جميع الولايات، ومجلس الشيوخ الذي يعتبر المجلس الأعلى في الكونغرس ويتكون من مئة عضو، وينص الدستور على تمثيل متساوٍ لكل الولايات فيه بمعدل نائبين لكل ولاية بغض النظر عن عدد سكانها.
وتعد ولاية كاليفورنيا الأكثر تمثيلاً في مجلس النواب حيث يبلغ عدد نوابها 53، باعتبارها أكثر ولايات البلاد سكاناً، وهي معقل كبير للحزب الديموقراطي.
وسيجتمع مجلس النواب في اليوم الثالث من يناير المقبل لانتخاب رئيس له من حزب الأغلبية، وسط توقعات بأن تشغل المنصب نانسي بيلوسي أو تشاك شومر، وكذا انتخاب زعيم للأغلبية الديموقراطية وآخر للأقلية الجمهورية بالمجلس.
ولمجلس النواب حق التصويت على ميزانية الحكومة وسلطة توجيه الاتهامات لعزل رئيس البلاد وقضاة المحكمة العليا، إضافة إلى إصدار مشاريع القوانين لزيادة الواردات، ويوكل إليه اختيار رئيس البلاد في الحالات التي لا ينال فيها أحد مرشحي الرئاسة أكثرية، وفي هذه الحالة يملك ممثل كل ولاية صوتاً واحداً.
أما مجلس الشيوخ الذي حافظ الجمهوريون على السيطرة عليه، فيرأسه نائب الرئيس مايك بنس، لكن المجلس يختار رئيساً فعلياً له من بين أعضائه المنتمين إلى حزب الأغلبية، ويترأس الرئيس جلسات المجلس عند غياب نائب رئيس البلاد، كما يتولى المجلس اختيار زعيمي الأغلبية والأقلية داخله.
ويملك مجلس الشيوخ عدة صلاحيات لا يملكها مجلس النواب؛ من بينها الموافقة على المعاهدات والاتفاقيات قبل توقيع رئيس البلاد عليها، وكذا المصادقة على التعيينات في عدة مناصب عليا ككبار الموظفين وقضاة المحكمة العليا وبعض المناصب العسكرية والسفراء، إلى جانب إقرار القوانين التي يشرعها مجلس النواب قبل مصادقة الرئيس عليها.