أمير سعودي يكشف كواليس مقتل خاشقجي وعلاقة الملك "سلمان" وأبنه "محمد" بالجريمة .. ومطالبتهما بالتنحى

طالب الأمير السعودي المنشق خالد بن فرحان آل سعود، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالتنازل عن الحكم لأخيه الأمير أحمد بن عبدالعزيز بعد أزمة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي التي أثارت غضباً عالمياً.
وقال الأمير خالد الذي يتخذ من ألمانيا مقراً لإقامته مخاطباً الملك سلمان: "ليس شرطاً أن تكون المملكة الرابعة سلمانية، أخوتك كانوا ملوكاً وأنت صرت ملكاً، ليس شرطاً أن يكون أحد أحفادك حاكماً ويتسلسل لهم الحكم مستقبلاً، هناك أشخاص في العائلة أمراء، ولديهم ثقافة عالية ومستوى تعليم جيد وجانب إنساني، كما يمتلكون قبولاً شعبياً وحتى في داخل العائلة الحاكمة".
وتابع الأمير السعودي في حديثه مع قناة شبكة"dw" الألمانية: "أخوك أحمد بن عبد العزيز إنسان ذو خلق وأنت تدرك ذلك كما تدركه الأسرة والشعب السعودي كلهم، فمن باب الحكمة، إذا كانت هنالك حكمة، أن تتنازل له عن الحكم حفظاً لماء الوجه".
كما وصف بن فرحان الملك سلمان بأنه "شخصية جبارة لحد ما وهو يستعمل العنف لأنه لا يملك حنكة سياسية، ولكنه يملك الأمر، وحين صار ملكاً اتبع نفس السياسة التي كان يتبعها في طريقة حكمه للمواطنين في منطقة الرياض".
من هو الأمير أحمد؟
الأمير أحمد هو الابن الحادي والثلاثون من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز، وهو أصغر أبنائه من زوجته الأميرة حصة بنت أحمد السديري، وهو ممَّن يطلق عليهم لقب "السديريون السبعة".
وشغل الأمير أحمد منصب نائب وزير الداخلية في السعودية (1975 - 2012)، وهو أحد الأبناء الأقوياء للملك المؤسّس، ويُشار إليه على أنه أقوى المرشّحين لخلافة الملك سلمان، ويمثّل أكبر تهديد لطموحات محمد بن سلمان.
وتمكّن من مغادرة السعودية متوجّهاً إلى الولايات المتحدة، في نوفمبر الماضي، قبل ساعات من تنفيذ ما عُرف بـ"أزمة الريتز" التي طالت نحو 11 أميراً سعودياً، أبرزهم الوليد بن طلال، وعشرات الوزراء ورجال الأعمال.
وكان الأمير أحمد قد ظهر في مقطع فيديو وهو يناشد المتظاهرين الغاضبين الذين هتفوا أمامه أثناء دخوله مقرّ إقامته في لندن بهتافات مندِّدة بسياسات العائلة الحاكمة في المملكة، بأن أسرة "آل سعود" لا دخل لها بهذه السياسة، وأن المسؤولية تقع كاملة على الملك سلمان وولي عهده.
-كبش فداء
وفي قضية خاشقجي ذكر أن "المعارضون الكبار المعروفون تتم معاقبتهم من الملك مباشرة، ولو تم قتل خاشقجي فسيكون القتلة قد أخذوا الموافقة من رأس الحكم"، لكن استدرك بأن "الملك سلمان اليوم اسماً، لذا تنفيذ هذا القرار نابع من ابنه محمد بن سلمان".
كما اعتبر زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى الرياض ولقائه بن سلمان، "محاولة للحفاظ عليه في منصب ولاية العهد، كونه يمثل أهمية قصوى لإدارة دونالد ترامب لعدة أسباب منها الأسباب المالية والأسباب العسكرية. والسبب الرئيسي هو صفقة القرن"، واصفاً إياه بأنه "فرصة للإدارة الأمريكية الحالية ويسهل التحكم فيه وتحريكه".
وتوقع بن فرحان أن يتم توجيه الرأي العام نحو "كبش فداء" في قضية خاشقجي، موضحاً أن "يتم ترويج أن قرار قتله نابع من طرف ما في المخابرات السعودية، ومن الممكن أن يلوموا القنصل السعودي في إسطنبول و15 شخصاً الذين نزلوا من الطيارة وقاموا بالجريمة، وهكذا يبعدون الاتهامات المباشرة على محمد بن سلمان والملك".
وتمر السعودية بأزمة عاصفة مع المجتمع الدولي هي الأكبر منذ هجمات 11 سبتمبر، بعد أن اختفى الصحفي خاشقجي عقب دخول القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر الجاري.
وكانت مصادر تركية قد كشفت أن عملية قتل خاشقجي تمت في مكتب القنصل السعودي محمد العتيبي وبحضوره، وانتهت خلال دقائق فقط من دخوله مبنى القنصلية.
كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن لدى المخابرات الأمريكية "CIA" أدلة بقرائن تؤكد تورط بن سلمان في قتل خاشقجي.