"نيويورك تايمز": قضية خاشقجي قد تعرقل خطط أمريكا لحصار إيران
أعرب مسؤولون في البيت الأبيض، عن قلقهم من احتمال أن تؤدي قضية اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده يوم 2 أكتوبر الجاري، لعرقلة جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحصار إيران.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقالة نشرتها، الأربعاء، تحت عنوان "اختفاء خاشقجي قد يعرقل خطط ترامب لحصار إيران"، وتحمل توقيع، ديفيد ايل سانغر: أن "التطورات المتعلقة بقضية الكاتب السعودي؛ لا سيما الرواية السعودية المتغيرة عن مصيره، قد تعرض للخطر الخطط الأمريكية الرامية لتجنيد المساعدة السعودية لتجنب تعطيل سوق النفط".
وأضاف: أن "مسؤولين أمريكيين، لم يرغبوا في الكشف عن هوياتهم، قالوا؛ إن هذه المعضلة تأتي في لحظة مشحونة لإدارة ترامب، التي يتوقع أن تعيد فرض عقوبات قاسية على إيران في 5 نوفمبر المقبل، بهدف قطع جميع صادرات النفط الإيرانية".
وتابع كاتب المقالة: "لكن من أجل جعل الاستراتيجية ناجحة، تعتمد إدارة ترامب على علاقتها مع السعوديين للحفاظ على تدفق النفط العالمي دون ارتفاع الأسعار، والعمل معاً على وضع سياسة جديدة لاحتواء إيران في الخليج".
وأشارت المقالة إلى أن حديث الكونغرس عن معاقبة المملكة بسبب قضية خاشقجي، هو أحد الأسباب التي دفعت ترامب لإرسال وزير الخارجية، مايك بومبيو للملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد، الثلاثاء الماضي.
ونقل الكاتب عن مسؤولين أمريكيين، قولهم: إن "جزءاً من المشكلة هو صورة السعودية التي تبدو كحليف وحشي، بما في ذلك قيادتها حملة عسكرية مميتة باليمن، تماماً كما كان ترامب وبومبيو يتهمان إيران بأنها البلطجي في المنطقة".
ونقلت نيويورك تايمز، في مقابلات أجرتها هذا الأسبوع مع مسؤولين في إدارة ترامب وخبراء خارجيين، قولهم: إن "التداعيات المحتملة على خطة مفصلة لحصار الإيرانيين قد سيطرت على المناقشات الداخلية الأمريكية حول تداعيات ما حدث لخاشقجي".
وأضافوا أن "قضية الحد من مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية، والتي قال ترامب أنها قد تهدد الوظائف الأمريكية، تكتسب أهمية بالغة، مقارنة بقضية خاشقجي".
ومن المتوقع أن تعلن الإدارة الأمريكية، في 5 نوفمبر المقبل، أن أية شركة تتعامل مع إيران في شراء النفط أو تمويل المشاريع أو الاستثمار في البلاد، سوف تمنع من ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة، بما في ذلك التحويلات بالدولار عبر النظام المصرفي الأميركي.
واختفت آثار الصحفي السعودي خاشقجي في 2 أكتوب الجاري، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.
وفيما قال مسؤولون سعوديون إن خاشقي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، وقالت إن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول خاشقجي.
ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك في القضية، وفي سياق ذلك أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الإثنين، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية.
فيما تتواصل، الأربعاء، أعمال فريق التحقيق التركي، داخل مقر إقامة القنصل السعودي بإسطنبول.