نيويورك تايمز: من يقف وراء اغتيال الناشطات في العراق؟
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حملة الاغتيالات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، والتي استهدفت العديد من مشاهير التواصل الاجتماعي والناشطين في مجالات مختلفة.
واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه العمليات ستؤدي إلى هز ثقة المواطن العراقي بالأمن، في خضم الصراع السياسي المحتدم لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات 12 مايو الماضي، متسائلة عن الأطراف التي يمكن أن تقف وراء عمليات الاغتيال التي جرت أغلبها في وضح النهار.
وتطرقت الصحيفة إلى آخر ضحايا تلك العمليات، وهي العارضة العراقية تارة فارس، التي قتلت في بغداد قبل أيام، والتي لديها نحو 2.7 مليون متابع على إنستغرام، حيث هاجمها مسلحون في وضح النهار يوم 22 سبتمبر، وأطلقوا عليها سلسلة من الرصاصات ما أدى مقتلها على الفور.
ويقول عمر منير ، المصور الخاص لـ"تارة" ملكة الجمال السابقة: "إنها كانت جميلة للغاية، وأرادت أن تعيش حياتها كما يحلو لها، وكانت سعيدة ولا تكره أحداً. لكن هنا في العراق لا يمكن القبول بحرية الآخرين".
وتبين الصحيفة أن "مقتل هذه العارضة جاء بعد قتل أربع شابات بارزات في العراق مؤخراً، كان يُنظر إليهن من قبل فئة من المجتمع العراقي، وخاصة المتشددين، بأنهن خارج مألوف عادات المجتمع العراقي المحافظ، وكانت عمليات اغتيالهن على ما يبدو ضمن إطار حملة منسقة لإسكاتهن وتخويف الأخريات، وهي على ما يبدو ليست أعمال عنف عشوائية".
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمر الجمعة وزارة الداخلية وجهاز المخابرات بمتابعة التحقيق في القضية وغيرها من عمليات القتل، وبحسب بيان صدر عن مكتبه، فإن لجنة خاصة تسعى للكشف عن الجناة في حوادث الاغتيال التي شهدتها بغداد والبصرة، وكشف وجه الربط بينهما.
وقال العبادي: إن "عمليات الاغتيال تعطي انطباعاً بوجود خطة وراء هذه الجرائم".
وفي الأسبوع الماضي شهدت البصرة، أقصى جنوبي العراق، عملية اغتيال استهدفت الناشطة المدنية سعاد العلي، وكانت في الطريق إلى سيارتها.
وتقول نبراس المعموري، رئيسة منتدى الصحفيات العراقيات، إن استهداف النساء المعروفات في العراق "ازداد بشكل كبير"، وتبين أن "هذا ليس جديداً، ولكن الوصول إلى مستوى القتل المباشر أمام الناس أمر خطير، ما حدث لتارة فارس كان مقيتاً".
وتبين المعموري أنها تعتقد أن مقتل فارس قد يكون له علاقة بمقتل رشا الحسن ورفيف الياسري، وهما خبيرتا تجميل قتلتا في بغداد بظروف غامضة بأغسطس الماضي، مبينة أن "من يقف وراء تلك العمليات يهدف إلى خلق حالة من الفوضى".
من جانبه يقول النائب في البرلمان العراقي محمد الكربولي: إن "مثل هذه الهجمات تهدف إلى إرسال رسالة بأن الوضع الأمني بالعاصمة بغداد غير مستقر من أجل إضعاف ثقة المواطنين".
ويتابع الكربولي حول فارس: إنها "سبق لها أن غادرت بغداد إلى أربيل قبل ثلاث سنوات، لأنها شعرت بالقلق على حياتها، قبل أن تعود إلى العاصمة مع استقرار الوضع الأمني، وصورت العشرات من مقاطع الفيديو التي تتحدث فيها عن حياتها بشكل متحرر، وسبق لها أن قالت إنها تلقت تهديدات من قبل البعض ممَّن يعترضون على طريقة حياتها".