واشنطن تفرض 200 مليار دولار جديدة على واردات صينية
صعّد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حربه التجارية مع الصين بفرض رسوم بنسبة 10% على واردات صينية بنحو 200 مليار دولار، لكنه استثنى منها ساعات "آبل" الذكية وسلعاً استهلاكية أخرى؛ كخوذات سائقي الدراجات ومقاعد الأطفال بالسيارات.
وهدّد ترامب، في بيان للإعلان عن مجموعة الرسوم الجديدة، أمس الاثنين، من أنه إذا ردّت الصين بإجراءات انتقامية ضد المزارعين الأمريكيين أو الصناعات الأمريكية "فسندخل فوراً المرحلة الثالثة؛ وهي فرض رسوم على واردات إضافية بقيمة 267 مليار دولار تقريباً".
ولم يكن هاتف آيفون الذي تنتجه شركة آبل من بين "مجموعة واسعة" من المنتجات.
ويجري تجميع وتصنيع هواتف الشركة الأمريكية في الصين.
وكانت آبل أبلغت جهات رقابية بأنها ستتأثّر بالرسوم على الواردات بقيمة 200 مليار دولار، وذلك بخطاب أرسلته إلى مسؤولين تجاريين، في سبتمبر.
ولكن إذا فرضت إدارة ترامب مجموعة أخرى من الرسوم على واردات بقيمة 267 مليار دولار لتشمل كل ما تبقّى من واردات الولايات المتحدة من الصين، فمن غير المرجّح استثناء هواتف آيفون الذكية ومنافسيها.
وتأتي الرسوم الجمركية في ظل الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين بالعالم (الصين وأمريكا).
ونشأ الصراع التجاري المفتوح بين البلدين بعدما فشلت عدة جولات من المحادثات في معالجة شكاوى أمريكية بشأن السياسات الصناعية الصينية وصعوبة دخول السوق الصينية، وعجز تجاري أمريكي قيمته 375 مليار دولار، ما جعل واشنطن تفرض عدة ضرائب على بكين لترد الأخيرة بالمثل.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن تحصيل الرسوم على قائمة الواردات سيبدأ في 24 سبتمبر، وإن النسبة ستزيد إلى 25% بحلول نهاية العام، ما يعطي الشركات الأمريكية وقتاً لتحويل دفة سلاسل الإمداد التابعة لها إلى بلدان أخرى، وفق ما نشرت وكالة "رويترز".
وفرضت الولايات المتحدة إلى الآن رسوماً على منتجات صينية قيمتها 50 مليار دولار؛ للضغط على الصين حتى تجري تغييرات شاملة لسياساتها في مجالات التجارة ونقل التكنولوجيا ودعم صناعات التكنولوجيا المتطوّرة.
ويأتي التصعيد بعد فشل محادثات بين أكبر اقتصادين في العالم لحل خلافاتهما التجارية بإحراز أي نتائج.
ودعا وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، مسؤولين صينيين بارزين، الأسبوع الماضي، لجولة جديدة من المحادثات، لكن لم يتحدّد موعد لأي شيء حتى الآن.
وقال ترامب في بيانه: "كنّا واضحين تماماً بخصوص نوع التغييرات المطلوب القيام بها، ومنحنا الصين كل الفرص لتعاملنا بمزيد من الإنصاف. لكن الصين لم تكن مستعدّة إلى الآن لتعديل ممارساتها".
وكانت الصين هدّدت بالرد على أي رسوم أمريكية جديدة، في حين دعت وسائل الإعلام الرسمية إلى "هجوم مضادّ" قوي.
ونقلت وكالة "بلومبيرغ" للأنباء عن مصدر مطلع قوله: إن "ليو هي، نائب رئيس الوزراء الصيني، سيعقد اجتماعاً في بكين، صباح الثلاثاء، لبحث ردّ بكين على القرار الأمريكي".
وحثّ مشرّعون من الحزب الجمهوري الأمريكي إدارة ترامب على مواصلة المفاوضات مع الصين لحل الخلافات التجارية، في حين أشادوا بموقف ترامب الصارم من ممارسات الصين في مجالي حقوق الملكية الفكرية والتجارة.