احتجاجات البصرة تتصاعد .. 6 قتلى وحرق مبنى المحافظة
قتل 6 مدنيين، مساء الثلاثاء، على يد القوات الأمنية العراقية، في الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها مدينة البصرة، جنوبي العراق.
وذكرت "روسيا اليوم"، ووسائل إعلامية أخرى نقلاً عن مصادرها، ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات في البصرة الذين وقعوا اليوم الثلاثاء إلى 6 أشخاص.
وكانت وكالة "رويترز" قالت، نقلاً عن مصادر أمنية وصحية، في وقت سابق من الثلاثاء، إن اثنين من المحتجين قتلا وأصيب 11 آخرون في خلال اشتباكات مع قوات الأمن في مدينة البصرة.
وارتفعت حدة الاحتجاجات الشعبية اليوم، حيث اقتحم محتجون مبنى الحكومية المحلية في البصرة وأضرموا فيه النار؛ احتجاجاً على مقتل متظاهر في اشتباكات مع قوات الأمن، مساء أمس الاثنين.
ومساء أمس الاثنين قتل محتج يدعى ياسر مكي، في حين أصيب ستة آخرون بنيران القوات الأمنية في أثناء مشاركتهم بالاحتجاجات.
المتظاهرون الغاضبون يشعلون النيران في كل مبنى ديوان مجلس محافظة #البصرة pic.twitter.com/oDxvAPy459
— INP+ (@INP_PLUS) ٤ سبتمبر ٢٠١٨
وحمل المحتجون لدى تشييعه اليوم، جسد مكي بالقرب من الموقع وهتفوا: "دم ياسر لن يضيع"، وعمدت قوات الأمن إلى تفريق المتظاهرين بـاستخدام الغاز المسيل للدموع، بعد أن ألحقوا أضراراً ببوابة مقر الإدارة المحلية، ومنعتهم من دخول المبنى.
وفيما تصاعدت الـدعوات لرفع وتيرة الاحتجاجات، طالب مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة، مهدي التميمي، بالتحقيق فوراً في مقتل المحتج.
وقال: "نطالب القضاء العراقي بفتح تحقيق فوري وعاجل بحادثة مقتل متظاهر في البصرة، والذي تعرض لإطلاق نار وإصابة في الكتف توفي على إثرها، بالإضافة إلى تعرضه لصعقات كهربائية من قبل القوات الأمنية".
وكان المئات قد تجمعوا بالقرب من مقر الإدارة المحلية في البصرة، مساء الاثنين، للمطالبة بتحسين الخدمات العامة والقضاء على الفساد، وألقى المحتجون قنابل بنزين وحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق أعيرة نارية في الهواء وقنابل مسيلة للدموع.
وعمت المظاهرات مدناً بـجنوب العراق الذي يعاني، كسائر أرجاء البلاد، من الإهمال، بعد انقطاعات في الكهرباء خلال شهور الصيف الحارة، وبسبب عدم توافر فرص العمل، والافتقار إلى الخدمات الحكومية الملائمة.
وفي أغسطس الماضي، أوقف رئيس الوزراء حيدر العبادي وزير الكهرباء عن العمل. وقال، الأسبوع الماضي، إن حكومته بدأت معاقبة المسؤولين عن ضعف الخدمات في البصرة، ثاني كبرى مدن العراق.
لكن الغضب الشعبي تضخم في وقت يكافح فيه السياسيون لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة جرت في مايو الماضي.
ويطالب البصريون في احتجاجات انطلقت في 8 يوليو الماضي بتوفير خدمات أساسية أهمها الكهرباء والماء الصالح للشرب والوظائف، وزاد من حدة الاحتجاجات التسمم الذي يزداد عدد ضحاياه، نتيجة تلوث المياه الواصلة إلى المنازل.
ويشار إلى أن عدد المصابين بالتسمم تجاوز حتى اليوم 20 ألف شخص من سكان البصرة.