مبادرة فرنسية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جاف إيف لودريان، عن عزم بلاده الدفع بمبادرة سياسية جديدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مبدأ "حل الدولتين"؛ بمعزل عن الخطة الأمريكية المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن".
وقال لودريان خلال الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم، ليل الأربعاء/الخميس، إن الولايات المتحدة بدأت قبل أكثر من سنة "جهوداً دبلوماسيّة مهمّة، ما زالت نتائجها غير معروفة، لكن علينا نحن أيضاً أخذ زمام المبادرة"، كما قال.
وأوضح الوزير الفرنسي أن هدف بلاده هو "قيام دولتين تعيشان بأمن وسلام (عربية ويهودية)؛ عاصمتهما القدس".
وبيّن أن فرنسا بدأت بالتشاور مع شركائها المقرّبين "من أجل عدم ترك الساحة للمحرّضين والمتطرّفين والمؤدلَجين من كافة الأطراف"، على حد تعبيره.
يُذكر أن لورديان التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة في مارس الماضي، وفق ما نشرت وكالة "قدس برس".
وكانت مصادر أمريكية قد أعلنت لصحيفة "يسرائيل هيوم"، بداية الشهر الجاري، أن الإعلان عن "صفقة القرن" سيتأخر إلى نهاية العام بأقلّ تقدير، بسبب الخشية من تأثيرها على حظوظ مرشحي الحزب الجمهوري بالانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل.
ويشار إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية صرّح في مؤتمر صحفي مع رئيس البوسنة والهرسك باكر علي عزت بيجوفيتش، في رام الله أمس الأربعاء، بالقول "إن الولايات المتحدة وسيط منحاز وغير مؤهل لرعاية عملية السلام".
وجدّد عباس، دعوته لعقد مؤتمر دولي للسلام وتشكيل آلية دولية متعددة الاطراف لرعاية عملية السلام "وصولاً لتطبيق حل الدولتين على حدود 1967، وتحقيق الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية".
ودخل مصطلح "صفقة القرن" دائرة التداول منذ تولّي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصب الرئاسة، واعتمدت واشنطن في ترويجها على عواصم عربية اعتبرتها أهم أدوات الترويج للصفقة، من بينها الرياض والقاهرة، بالإضافة لاعتمادها على تل أبيب.
وتتضمن هذه الصفقة العديد من الخطط التي تقوّض حق الفلسطينيين، ومنها: تأجيل وضع مدينة القدس المحتلة وعودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة، والبدء بمحادثات سلام إقليمية بين دولة الاحتلال والدول العربية بقيادة السعودية، وإيجاد وطن بديل للفلسطينيين وغيرها.
وكانت السلطة الفلسطينية، كشفت في يوليو الماضي، عن مبادرة صينيّة قالت إنها "يمكن أن تفتح الطريق أمام حلٍّ دولي متعدّد الأطراف للقضيّة الفلسطينية"، وتكون بديلة عن "صفقة القرن".
وتتضمّن وفق ما بين نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية: "ترسيخ حلّ الدولتين على أساس حدود 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية جديدة". بالإضافة إلى "دعم مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام"، كما تسعى لتطبيق "تدابير فورية لمنع العنف ضد المدنيين، وتدعو إلى الاستئناف المبكّر لمحادثات السلام".