هل رفعت "الأونروا" الراية البيضاء في غزة؟

بعد أكثر من ستون عاماً من تأسيس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، باتت الوكالة الدولية أمام تحدي كبير في الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين التي تأسست من أجلهم، وتقديم المعونة التي تساعدهم على الحياة.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، دخلت "الأونروا" بمراحل صعبة بسبب العجز الكبير في التمويل لمشاريعها، وعدم إيفاء العديد من الدول بتعهداتها تجاهها، واشتدت تلك الأزمة خلال هذا العام، إذا حذرت الوكالة الدولية من توقف خدماتها في الأراضي الفلسطينية.
وأمام كل هذه التحذيرات والأوضاع التي تعيشها الوكالة، يراقب اللاجئين الفلسطينيين تلك التطورات بخوف، وذلك خشية من توقف المساعدات المختلفة التي تقدمها الوكالة، كالصحة، والتعليم، والمواد التموينية.
-عجز كبير
الناطق الرسمي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، سامي مشعشع، قال في بيان له:"إن الأشهر القادمة ستكون حاسمة للوكالة واللاجئين" معلنًا أن "الأونروا" ستوقف بعض خدماتها في قطاع غزة في حين ستعمل على استيعابها بالضفة الغربية المحتلّة مع إجراء تعديلات في الميزانية العادية.
ولفت مشعشع في تصريح وصل "الخليج أونلاين" نسخة منه إلى أن "الوكالة نجحت في حشد تبرعات جديدة من شركاء تقليديين وجدد وعبر سياسات تمويلية غير مسبوقة، وتقليص العجز المالي من 446 مليون دولار إلى 217 مليون دولار".
لكنّ المسؤول الأممي حذّر من أن العجز المالي الحالي الذي يصل إلى 217 مليون دولار ما زال يشكل أكبر عجز شهدته الأونروا في تاريخها، ولا يجوز إخفاء المخاطر المقلقة جداً التي قد تواجهها الأونروا.
وبيّن الناطق باسم "الأونروا" أن الشهور الستة الماضية كانت قاسية على الوكالة وعلى لاجئي فلسطين الذين تقوم على خدمتهم؛ بفعل تداعيات الأزمة المالية الخانقة وتأثيرها على خدمات الوكالة.
وأشار إلى أن "الأونروا" بذلت كل الجهد لحماية تفويضها والتصدي لقرار الإدارة الامريكية بتخفيض تبرعاتها، مؤكّدة بأنها "باقية وستستمر في خدمة لاجئي فلسطين وتوفير الحماية ما استطاعت حتى تحل قضيتهم حلاً عادلاً".
وبحسب البيان أوضح مشعشع أن "بعض من العاملين على برنامج الطوارئ سيتم الإبقاء على وظائفهم، والبعض الآخر سيتحول لنظام العمل الجزئي، فيما لن يتم تجديد عقود بعض الزملاء التي تنتهي مع نهاية الشهر الحالي".
كما ذكر بأن التقليصات ستطال أيضًا برنامج المال مقابل العمل وبدلات الإيجار، وستترافق مع خطط بديلة للإبقاء على الحد الادنى من هذه الخدمات، التي تشمل خدمة الصحة النفسية المجتمعية داخل وخارج المدارس.
في المقابل، أعلن مشعشع أن الوكالة ستعمل على إبقاء خدمات الطوارئ في الضفة واستيعابها مع بعض التعديلات في الميزانية العادية، رغم أنها تعتمد بشكل كلي وحصري على التبرعات الأمريكية التي أوقفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحول ما اذا كانت مدارس الوكالة ستفتح أبوابها لنصف مليون طالب وطالبة مع بدء السنة الدراسية 2018-2019، أكد مشعشع أن المفوض العام سيتخذ هذا القرار الهام والمتعلق ببدء العام الدراسي وفتح المدارس خلال شهر أغسطس القادم.
-خطر شديد
يوسف حمدونة أمين سر اتحاد الموظفين العرب في وكالة "الأونروا" وهي جهة نقابية ضاغطة داخل الوكالة أكد أن الخدمات التي تقدم للاجئين الفلسطينيين من قبل وكالة الغوث باتت في خطر شديد وهناك تهديد لها بأن توقف بشكل كامل أو تدريجي، أو يشملها تقليصات كبيرة جداً.
وقال حمدونة في حديث لـ"الخليج أونلاين": "إن الوكالة الدولية بدأت بالفعل بتقليص خدماتها المقدمة للاجئين بشكل فعلي، حيث هناك الكثير من الذين يتلقون مساعدات تموينية تم ايقافها عنهم".
وأضاف: "تقليصات وإجراءات الأونروا لم تشمل فقط اللاجئين بل العاملين العرب داخل المؤسسة الدولية، حيث أصبح الموظفين تحت تهديد مستمر إلى أن يوقفوا عن العمل بشكل دائم، حيث تم تقليص عدد من الوظائف بشكل حقيقي هذا العام.
وتابع قائلاً: "أصبحنا نشعر أننا لا نعمل في مؤسسة تحترم موظفيها أو العاملين فيها، بحيث سيتم ايقاف عقود العديد من الموظفين الايام القادمة.
اتحاد الموظفين وحسب حمدونة سيقوم بالتصعيد من إجراءاته التصعيدية داخل مقر الوكالة والوصول إلى الاعتصام والوقفات، وذلك لتشكيل ضغط على الوكالة الدولية من أجل وقف تلك الإجراءات.