نيويورك تايمز: على إدارة ترامب أن تمنع الهجوم على الحديدة
دعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إدارة الرئيس دونالد ترامب للحديث إلى حلفائها العرب لمنع الهجوم على الحديدة اليمنية، لما لذلك من تداعيات إنسانية خطيرة؛ لأن المدينة تحتضن الميناء الأهم الذي يأتي من خلاله قرابة 80% من متطلبات سكان اليمن الغذائية والدوائية.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن كل ما فعلته إدارة ترامب وحلفاؤها العرب هو حديثهم عن الاستعداد لتخفيف حدة البؤس التي يعيشها أبناء اليمن.
ويقوم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات بشن هجوم واسع على ميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر، الذي يعتبر الشريان الرئيسي للمساعدات الإنسانية التي تدعم معظم حاجات السكان المحليين.
وكانت تقارير قد أفادت، صباح الأربعاء، عن بدء التحالف العربي معركته من أجل استعادة مدينة الحديدة الساحلية.
وسحبت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر موظفيها، وذلك بعد أن أصبح الهجوم على الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على الميناء، أمراً مؤكداً.
وفي الوقت نفسه، عمل دبلوماسيو الأمم المتحدة على وجه السرعة لمنع هجوم على نطاق واسع؛ لأن الهجوم سيؤدي إلى ضرب الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة للحد من القتال، حسب تحذيرهم.
وبحسب خبراء فإن الحرب على الحديدة يمكن أن تؤدي إلى مقتل أو تشريد نحو 250 ألف شخص.
وتضيف الصحيفة أنه على مدار الصراع في اليمن شجع ترامب القادة والأمراء السعوديين ودعم تحالفهم في هذه الحرب؛ فقط لأنه يتشاطر معهم كراهيتهم لإيران، وأيضاً لأنه باعهم السلاح الذي يرغبون.
وتشير الصحيفة إلى أن إدارة ترامب، التي تزود التحالف العربي بالمعلومات الاستخباراتية والمساعدات العسكرية، أرسلت إشارات متضاربة بشأن هجوم الحديدة؛ ففي حين حث البنتاغون التحالف العربي على عدم الهجوم، لم يقدم وزير الخارجية مايك بومبيو طلباً واضحاً للتحالف العربي بمنع الهجوم، وبدلاً من ذلك أوضح لقادة الإمارات "رغبة الولايات المتحدة معالجة المخاوف حول عدم بقاء المساعدات الإنسانية متدفقة إلى اليمن".
وبدأت الحرب في اليمن عام 2014، وذلك عندما سيطر الحوثيون والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على العاصمة صنعاء وأجزاء كثيرة من البلاد، وفي العام 2015 قررت السعودية الدخول في حرب باليمن من خلال تشكيل تحالف عسكري واسع، مدعوم من إدارة الرئيس باراك أوباما، حيث بدأت بغارات جوية على مواقع تابعة لجماعة الحوثي المتمردة.
وترى السعودية والإمارات أن الهجوم على الحديدة هو السبيل الوحيد لكسر الجمود في الحرب التي ما زالت تراوح مكانها منذ ثلاثة أعوام، وتوجيه ضربة قاسية للحوثيين ومناصريهم الإيرانيين.
وقد اتُّهم الحوثيون باستخدام ميناء الحديدة لتهريب السلاح، بما في ذلك الصواريخ التي يقال إن إيران زودتهم بها لمهاجمة السعودية، وقد أعربت اللجنة التابعة للأمم المتحدة عن شكوكها في أن الحديدة هي نقطة عبور السلاح.
وعلى الرغم من أن قادة التحالف العربي يجادلون بأن الهجوم سيتم بسرعة، فإنهم على مدى السنوات الماضية ثبت خطأ حساباتهم، فلقد تركوا البلاد في مستنقع دموي أدى إلى مقتل عدد لا يحصى من السكان المدنيين، بسبب الغارات العشوائية المنسوبة إلى التحالف العربي، وهي غارات ترقى إلى جرائم حرب وتظهر تواطؤ الولايات المتحدة وبريطانيا مع التحالف العربي، بحسب قول الصحيفة الأمريكية.
وتقدر الصحيفة مقتل نحو 10 الآف مدني في حرب اليمن، وهي واحدة من أفقر دول العالم وساحة لصراع منفصل بين الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين ضد تنظيم القاعدة.
وتختم نيويورك تايمز افتتاحيتها بدعوة إدارة ترامب إلى أن تتحدث بصوت واحد لحلفائها العرب؛ بأن هذا الهجوم سيكون كارثة، وأنه ينبغي العمل مع الحوثيين والأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، والاتفاق على السيطرة الحيادية على الميناء ليكون الخطوة الأولى للتسوية السياسية وفتح باب السلام.