فورين بوليسي: أمريكا شريك بالكارثة الإنسانية في اليمن
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن الولايات المتحدة باتت شريكة في الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها اليمن، خاصة في أعقاب تصريحاتها الفاترة حول الهجوم المرتقب على الحديدة.
ويأتي هذا في ظل استعداد التحالف الذي تقوده السعودية لبدء هجوم واسع على ميناء الحديدة اليمني، الذي يعتبر شرياناً رئيسياً للبلاد، حيث يزودها بكل ما تحتاجه من وقود وغذاء وأدوية.
وتشير المجلة الأمريكية إلى أن هذه التحركات السعودية والإماراتية تجري في حين تتحول أنظار العالم إلى القمة التي عقدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في سنغافورة.
وكانت الإمارات قد طلبت من منظمات الإغاثة العاملة في اليمن إجلاء موظفيها قبل شن الهجوم على الحديدة، في الوقت الذي يجري فيه المبعوث الأممي الجديد لليمن، مارتن غريفيث، مشاورات مكثفة من أجل تجنب المواجهة العسكرية المقبلة في الحديدة تمهيداً لانطلاق مباحثات السلام.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة استمع من خلالها لإحاطة قدمها غريفيث ومنسق عمليات الإغاثة، مارك لوتوك، حيث طالبت بريطانيا خلال الجلسة التحالف العربي بالامتناع عن شن هجوم على الحديدة، وقدمت مبادرة لتجنب هذا السيناريو.
الولايات المتحدة من جانبها كانت قد حذرت التحالف بقيادة السعودية من شن هجوم على الحديدة، ولكن في الأيام الأخيرة يبدو أن واشنطن غيَّرت من لهجتها.
في أبريل الماضي، وخلال جلسة استماع لمجلس الشيوخ، قال ديفيد ساترفيلد، كبير مبعوثي وزارة الخارجية الأمريكية للشرق الأوسط، إن الإدارة حذرت الإمارات والسعودية من شن هجوم على الميناء لما لذلك من مخاطر إنسانية. وأضاف أن مثل هذا الهجوم لا يتوافق مع سياسة واشنطن.
الإدارة الأمريكية التي جددت التحذير من مغبة الهجوم على الحديدة، وفي ظل انشغالها بالتحضير لقمة ترامب - كيم، يبدو أنها باتت مستسلمة للعمل العسكري، الذي تعتزم السعودية والإمارات البدء به في الحديدة، وهو ما اعتبرته مجموعة الأزمات الدولية ضوءاً أصفر للتحالف من أجل البدء بالهجوم على الحديدة.
مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، قال في مؤتمر صحفي إنه تحدث إلى الإماراتيين "وأوضحنا لهم رغبتنا بمعالجة المخاوف الأمنية، وأهمية الحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية والتجارية لإنقاذ حياة الناس"، داعياً جميع الأطراف للعمل مع الأمم المتحدة.
هذا التصريح اعتبر بمنزلة تراجع أمريكي عن رفض الهجوم على الحديدة، وهو ما يجعل الولايات المتحدة شريكاً في أي هجوم على هذه المدينة ومينائها الذي بات شريان الحياة الوحيدة لليمن.
يقول سكوت بول، مسؤول اليمن في منظمة أوكسفام أمريكا للإغاثة، إن الرد الأمريكي الفاتر كان بمنزلة ضوء أخضر لبدء الهجوم، وهو ما يجعل الولايات المتحدة مسؤولة عمَّا سيحدث من عواقب إنسانية.
في حين رأى ستيفن سيش، الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة في اليمن للفترة ما بين 2007-2010، أن تصريح بومبيو كان فاتراً جداً، ولم يرفع بومبيو أي بطاقة حمراء بوجه هذا الهجوم؛ ممَّا يشير إلى انخفاض المعارضة الأمريكية لهذا الهجوم.
يسلط الرد الأمريكي الفاتر على هجوم الحديدة الضوء على الوضع الصعب الذي تعيشه إدارة ترامب في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط ككل، كما تقول الفورين بوليسي، مؤكدة أن الوضع في اليمن الذي يعتبر ساحة رئيسية لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، دفع واشنطن إلى تقديم الدعم العسكري اللازم للسعودية والإمارات.