صحيفة: مستقبل الرئيس الإيراني السياسي مرتبط بصفقة النووي
قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، يواجه ضغوطاً متزايدة من قبل متشدّدي النظام الإيراني ومن قبل عامة الشعب؛ بسبب فشله في صفقة النووي التي أبرمها مع أمريكا والدول الخمس الكبار، وفشله كذلك في إقناع الشعب بإصلاحاته الاقتصادية التي وعد بها.
وأوضحت الصحيفة أن الإنجاز الذي حُسب لروحاني هو توقيع الاتّفاق النووي التاريخي مع القوى العالمية، ولكن مع انهيار هذا الاتفاق بانسحاب أمريكا، وتعرّض الاقتصاد الإيراني حتى قبل تطبيق العقوبات الجديدة لهزّات كبيرة أدّت إلى انهيار العملة الوطنية، فإن مستقبل روحاني بات في مهبّ الريح.
معارضون محليون طالبوا روحاني بالاستقالة، بل إن أحد الشخصيات الإيرانية المحافظة شبّهه برئيس الوزراء البريطاني الأسبق، نيفيل تشامبرلين؛ بسبب محاولة روحاني إرضاء القوى الغربية ومحاولته إنقاذ الاتفاق النووي.
مراقبون قالوا إن روحاني يواجه منذ وقت مبكّر تحدّيات كبيرة ونجح في الخروج منها بفعل مهاراته السياسية، مستغلاً علاقاته الجيدة والطويلة مع رجال الدين الحاكمين في إيران.
ولا يزال روحاني، رغم التحدّيات التي يواجهها، يحظى بدعم المرشد الأعلى علي خامنئي، رغم ارتفاع نبرة التيار المحافظ الذي يطالب بإقالته والانسحاب من الاتفاق النووي، ومعاودة التخصيب.
خامنئي أظهر دعماً علنياً لروحاني، فهو لا يريد أن يعيد إيران إلى مرحلة الفوضى التي كانت سائدة إبّان حكم الرئيس السابق، محمود أحمدي نجاد.
فقدوم روحاني، صاحب الابتسامة الهادئة، أعطى وجهاً مغايراً لإيران، فهو كما يقول رضا مرعشي، مدير الأبحاث في المجلس الوطني الإيراني الأمريكي بواشنطن، يستخدم مهاراته لبناء الإجماع السياسي، ولديه فريق من التكنوقراط، ويسعى من خلاله إلى المساعدة على استقرار الاقتصاد، خاصة مع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على إيران.
وتشير الصحيفة إلى أن الاتفاق النووي الذي وقعه روحاني عام 2015 ساعد في تخفيف عزلة إيران الدولية، وأسهم في رفع العقوبات الاقتصادية، مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني، ورغم إعلان ترامب انسحاب بلاده من الصفقة فإن روحاني أظهر قدراً كبيراً من الدبلوماسية، وأشار إلى أنه سيسعى من أجل الإبقاء على الصفقة من خلال التشاور مع الأوروبيين.
ويقول مرعشي إن الدعوات لإقالة روحاني لم تنجح إلى الآن بإقناع الطبقة السياسية الإيرانية، كما أنها إلى الآن لم تصدر من شخصيات بارزة داخل المؤسسة السياسية والأمنية، ومن ضمن ذلك الحرس الثوري الإيراني، ما يعني أن الكل يدعم روحاني في مساعيه للمحافظة على هذا الاتفاق.
ويقول نادر هاشمي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة دنفر، إنه إذا انهار الاتفاق النووي فإن ذلك سيعني بالضرورة نهاية روحاني، فهو سيصبح كالبطة العرجاء.
وشعبية روحاني -وفقاً لمراكز الاستطلاع- ما زالت تحافظ على نسبها، فهي تشير إلى أن نحو 59% من الإيرانيين يؤيّدونه.
ولكن هذه النسبة قد لا تبقى على ما هي عليه؛ فالإيرانيون سئموا من ارتفاع نسب البطالة وانخفاض قيمة العملة، وهو ما عبّروا عنه في تظاهرات الشتاء الماضي، فلقد تم تخفيف العقوبات عقب صفقة النووي عام 2015، غير أن الإيرانيين يقولون إنهم لم يشعروا بأي تحسّن في وضعهم الاقتصادي.