"واشنطن بوست": أمريكا تدرس مع إسرائيل كيفية تمكين الدولة في سوريا وليس نظام الأسد

"واشنطن بوست": أمريكا تدرس مع إسرائيل كيفية تمكين الدولة في سوريا وليس نظام الأسد
"واشنطن بوست": أمريكا تدرس مع إسرائيل كيفية تمكين الدولة في سوريا وليس نظام الأسد

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية النقاب عن نقاشات خلف الكواليس تجري حالياً بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ حول كيفية تمكين الدولة في سوريا من السيطرة، وليس نظام بشار الأسد.


وقال الكاتب ديفيد أغناتيوس، في مقال نشرته الصحيفة، إن صراع النفوذ في سوريا يمنع التوصل لتسوية نهائية بانتقال سلمي للسلطة، على الرغم من أن أمريكا وروسيا والقوى الإقليمية الفاعلة تشترك في الهدف ذاته.

وأوضح أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تشهد أي تغيير فعلي، مؤكداً أن الأطراف الفاعلة كافة في سوريا تسعى إلى هدف واحد مشترك، لكن دون معرفة تحقيق ذلك، في ظل تشابك المصالح وصراع النفوذ المحتدم.

وبحسب الكاتب، فإن إدارة ترامب تشارك روسيا وجميع القوى الإقليمية بالشرق الأوسط في بناء السيادة بجميع أنحاء سوريا، لكن المشكلة، كما يقول، تكمن في كابوس الحرب والدبلوماسية المتشابكة خلال السنوات السبع الماضية.

ويتابع: "هناك كثير من الألغام ما زالت تقف بوجه هذا الهدف، وهو ما بدا واضحاً خلال مفاوضات جنيف الرامية إلى إنشاء سوريا جديدة".

وكشف الكاتب في مقاله عن وجود تغيير مثير للجدل، يمثل تحولاً بالتفكير في كيفية تحقيق الاستقرار بسوريا، موضحاً أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين يُجرون حالياً نقاشات خلف الكواليس، في كيفية استعادة الحكومة السورية تدريجياً إلى المنطقة الشرقية من الفرات (تسيطر عليها حالياً قوات أمريكية وكردية).

وصفت مصادر مطلعة، بحسب الكاتب، هذا النوع من النقاشات بأنه "تفكير استثنائي بين أمريكا وإسرائيل".

وأضاف: "من المهم ملاحظة أن أي تغيير فعلي على السياسة الأمريكية تجاه سوريا لم يطرأ في عهد ترامب، فالبيت الأبيض أكد أن قواته ستظل في شمالي سوريا حتى هزيمة داعش، وتحقيق الاستقرار بالمنطقة، وضمن ذلك منع عودة التنظيم".

ونقل الكاتب عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قوله: "إن واشنطن لم تناقش مع إسرائيل أو غيرها أي خيارات بديلة"، مشدداً على أن هدفها النهائي يتمثل بعودة الدولة لا النظام.

وأشار إلى أن "عودة الدولة إلى سوريا بالكامل ستكون خطوةً أوليةً للإصلاح، حيث ستقوم بدفع رواتب المعلمين، وإصلاح السدود، وإعادة الكهرباء، وتسهيل وصول الإمدادات الغذائية (بعد 7 سنوات من الحرب)".

هذه السياسة الأمريكية، التي قال الكاتب إنها تناقَش خلف الكواليس، لا تعني بأي حال، "القفز على اتفاقيات جنيف"، حيث تشير مصادر مطلعة داخل البيت الأبيض، إلى أن هذه الإجراءات لم تحظَ حتى الآن بموافقة إدارة ترامب.

المعضلة الأكبر الآن، كما يقول الكاتب، والتي تقف حائلاً دون التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سوريا، هي أن القوات الأمريكية وحلفاءها يسيطرون على الثلث الشرقي من سوريا، وتسيطر روسيا وحلفاؤها السوريون والإيرانيون على معظم الثلثين الغربيَّين، ولا تريد أمريكا ولا روسيا الاحتفاظ بقوات قتالية كبيرة إلى أجل غير مسمى.

وتقول جميع الأطراف إنها تريد أن تَخرج سوريا موحدة من تحت الأنقاض، لكن الحفاظ على النفوذ في مفاوضات جنيف المتعثرة، يدفع كل طرف إلى التمسك بمناطق سيطرته أو توسيعها، ما يجعل الصراع الدامي في سوريا مستمراً.