نيويورك تايمز: شبح حرب إيرانية إسرائيلية في سوريا يلوح بالأفق
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن "شبح حرب إيرانية إسرائيلية في سوريا يلوح في الأفق"، وذلك عقب إسقاط طائرة إسرائيلية من نوع إف 16 إسرائيلية فوق سوريا، مؤكدة أن العديد من القوى التي تتصارع فوق الأراضي السورية يمكن أن تتقاطع وتسهم في اندلاع مواجهة كبيرة.
وكانت طائرة إسرائيلية قد تعرضت لنيران أرضية في أثناء مهمة لها فوق الأراضي السورية لاستهداف مواقع تابعة لإيران وأخرى لقوات النظام السوري؛ ما أدى إلى سقوطها داخل فلسطين المحتلة.
الأحداث المتسارعة التي جرت السبت فوق سوريا تهدد، حسب الصحيفة، بزيادة الأزمة، خاصة في حال تحولت أرضها إلى ساحة للصراع الإيراني الإسرائيلي.
ويقول روبرت ساتلوف، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط، إن التصعيد الأخير يثير المخاوف من صراع مباشر بين إسرائيل وإيران في سوريا، وهو وضع خطر ينسف كل الخطوط الحمراء المتبادلة التي كانت سائدة من قبل.
ويضيف ساتلوف: إن "لروسيا وتركيا وأمريكا قوات في سوريا ما يجعل جبهات القتال متعددة ومختلفة العناوين، وهو ما يعني زيادة التعقيدات، خاصة مع مطاردة بقايا فلول تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتشددة".
وشهد الأسبوع الماضي سقوط ثلاث طائرات مختلفة؛ إحداها روسية على يد فصائل سورية معارضة، والثانية إسرائيلية بنيران سورية (النظام)، وأخرى تركية خلال العملية العسكرية في عفرين.
وحسب الصحيفة، فإن إسرائيل نفذت عشرات الضربات الجوية داخل سوريا خلال السنوات الماضية، واستهدفت -في العديد منها- ما قالت إنها مخازن أسلحة متقدمة أو قوافل تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني، كما هاجمت عدداً من المرافق العسكرية التابعة لنظام بشار الأسد، إضافة إلى قاعدة إيرانية تحت الإنشاء.
ويرى محللون أن مواجهة السبت هي "أول مواجهة مباشرة بين القوات الإيرانية المتمركزة في سوريا وإسرائيل، ما يفتح المجال واسعاً أمام سيناريوهات عديدة خلال الفترة المقبلة".
تحطم الطائرة شكل ضربة قاسية لهيبة إسرائيل، كما أنه يمكن أن يشكل تغييراً كبيراً بعد سنوات من العمل ضد أهداف في داخل سوريا، حسب ما قالت الصحيفة.
أضافت: "سبق لدمشق أن ادعت أنها أسقطت مقاتلة إسرائيلية ليتبين كذب هذا الادعاء بعد ذلك، إذ إن آخر طائرة إسرائيلية أسقطت بنيران سورية كانت في ثمانينات القرن الماضي".
وفيما يتعلق بوجهة نظر "حزب الله" فإن إسقاط الطائرة يعد بداية مرحلة استراتيجية جديدة، ستحد من استغلال إسرائيل للمجال الجوي السوري، وهذه التطورات تعني أن المعادلات القديمة انتهت بشكل قاطع.
واعتبرت الصحيفة أن "هذه هي المرة الأولى التي تفي بها الحكومة السورية بوعودها بإسقاط طائرات إسرائيلية بعد سنوات من التهديدات".
ويرى ستيفن سيمون، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في كلية "امهرست"، أن هذا الحادث "سيتم احتواؤه في الوقت الحالي، لكن يبقى الوضع في المنطقة متقلباً للغاية".
ويشير سيمون إلى أن الأوضاع في الشرق الأوسط "تغلي"، متسائلاً: "هل سيسعى البيت الأبيض إلى اتباع سياسة ضبط النفس؟ ".
ويضيف: "الولايات المتحدة وإسرائيل يجب أن تُفكرا بطبيعة عملياتهما في سوريا، فإذا كانتا تريدان تطبيق نظرية المطرقة والسندان ضد الوجود الإيراني في سوريا، فسنشهد تصعيداً في جبهات القتال المختلفة".
وتنقل الصحيفة الأمريكية عن عاموس يادلين، رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والمدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، قوله إن إسرائيل لديها القدرة على تدمير المشروع الروسي الإيراني في سوريا.
أما ستيفن سليك، العضو السابق في المخابرات الأمريكية، فيرى من جهته عدم وجود "حافز لدى الإيرانيين أو الروس أو السوريين لجر إسرائيل إلى مواجهة عسكرية؛ لأن ذلك لن يكون بمصلحة أي أحد منهم".