فورين بوليسي: الذكاء القطري تفوّق على السعودية ونجح بكسب أمريكا
تناولت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في عددها الأسبوعي الأخير، تطوّرات الأزمة الخليجية بعد منتدى الحوار الاستراتيجي الأمريكي القطري، الذي عُقد مؤخراً في العاصمة الأمريكية واشنطن.
ووصفت المجلة الأمريكية قطر بأنها تتعامل بذكاء أكبر من السعودية؛ بعد أن نجحت في جذب الموقف الأمريكي من الأزمة لصالحها، حيث إنها استطاعت أن تعرض قضيّتها بشكل فعال أكثر من خصومها، السعودية والإمارات.
وأوضحت الفورين بوليسي أن السعودية قطفت ثمار استقبالها للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مايو من العام الماضي، في أزمتها مع قطر، التي بدأت بفرض حصار عليها في الخامس من يونيو من العام نفسه، أما الآن فإن موقف ترامب وإدارته بدأ يتغيّر بفعل الدبلوماسية القطرية التي حقّقت نجاحات لافتة في أمريكا.
وتنقل الفورين بوليسي عن جان فرانسو سيزنيك، الباحث في معهد الأطلسي، قوله: إن "القطريين أكثر ذكاء من السعوديين. إنهم يقدّمون صورة أكثر انفتاحاً، صورة للانفتاح الثقافي، وهو ما لم تفعله السعودية حتى الآن".
وتشير إلى أن إدارة ترامب كانت في بداية الأزمة الخليجية معنيّة بدعم السعودية وبشكل قوي، إلا أنها -وفقاً لبعض المسؤولين- أُصيبت بالإحباط من سياسة السعودية.
وتابعت: "يقول مسؤول في الخارجية الأمريكية، طلب عدم ذكر اسمه، إن تدهور الوضع الإنساني في اليمن، وعملية احتجاز رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في الرياض، وحملة مكافحة الفساد الفوضوية التي قادها بن سلمان، ساعدت على هذا الشعور بالإحباط لدى واشنطن إزاء الرياض".
وأكّد المسؤول الأمريكي: "الفجوة بين وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض حيال الأزمة الخليجية ضاقت، بعبارة أخرى؛ إن حملة العلاقات القطرية جاءت بنتيجة".
القطريون، بحسب المجلة، لديهم سياسة أفضل في إدارة الأزمة خلال الشهور الثمانية المنصرمة، ليس لأن السعوديين والإماراتيين لم يفعلوا شيئاً، وإنما لأنهم فشلوا في تقديم حججهم وقضيّتهم ضد قطر، فهم لم يتمكّنوا منذ بداية الأزمة من تقديم مطالبهم وتوضيح ما يريدونه، وأيضاً إن تحرّك قطر باتجاه توسيع قاعدة العديد الأمريكية أسهم في ترجيح كفة الدوحة على حساب خصومها في العواصم الخليجية الأخرى".
واستطردت المجلة الأمريكية: "قطر دخلت مؤخراً إلى خط التنافس مع السعودية والإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سبقتها الإمارات بتأسيس معهد دول الخليج العربية في واشنطن، في العام 2015، في حين دخلت بعدها السعودية بتأسيس المؤسسة العربية في العام 2017، وجميعها مراكز بحثية في الظاهر، إلا أنها تسعى للتأثير في القرار الأمريكي، والترويج للأفكار التي تتبنّاها الدول الداعمة لهذه المراكز".
وكانت قطر والولايات المتحدة الأمريكية قد اتفقتا مؤخراً على عقد الحوار الاستراتيجي بشكل دوري كل عام.
وتم أيضاً الإعلان عن تأسيس منتدى الخليج للدراسات، وهو منتدى تدعمه قطر، إلا أن ممثّلته، دانية ظافر، الحاصلة على ماجستير علوم سياسية، أكّدت أن المنتدى مستقلّ ولا يتلقّى تمويلاً مباشراً من الحكومة القطرية، وإنما من منظّمات يمكن أن تموّلها قطر، بحسب الفورين بوليسي.
وكشفت المجلة الأمريكية أن السعودية، خلال الفترة الممتدة ما بين 2015 و2017، أنفقت أكثر من 18 مليون دولار لجماعات الضغط، وزادت عدد الوكلاء الذين تتعامل معهم من 25 إلى 145 وكيلاً، فضلاً عن تمويلها عدداً من المؤسّسات الدينية والأمريكية ومراكز دراسات متخصّصة بشؤون الشرق الأوسط والجامعات الأمريكية.
وقالت: "مقابل ذلك فإن قطر وصلت متأخرة إلى الولايات المتحدة، حيث أشارت إلى أن مجمل ما أنفقته الدوحة على مثل هذه المراكز لم يتجاوز 5 ملايين دولار".