"فورين أفيرز": قطر كسبت الصراع الدبلوماسي مع دول الحصار
سلَّطت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية الضوء على ما وصفته بـ"المعركة الدبلوماسية" بين قطر ودول الحصار؛ السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مؤكدةً أن الدوحة نجحت في كسب هذه المعركة، وكذلك بالجهود الدبلوماسية التي تبذلها لتجاوز الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض عليها من قِبل دول الجوار، خاصةً مع تأكيد أمريكا دعمها الواضح لها ودعوتها بقية الأطراف للتوصل إلى حل توافقي.
الجهود القطرية بدأت تؤتي ثمارها، فلقد احتضنت العاصمة الأمريكية (واشنطن)، هذا الأسبوع، حواراً استراتيجياً قطرياً-أمريكياً، أكد فيه كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية العلاقة الوثيقة التي تربط البلدين.
وعبَّر وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، عن ذلك حينما قال إن قطر شريك قوي وصديق، فترة طويلة، للولايات المتحدة، وأن بلاده تقدِّر هذه العلاقة، وتأمل تعزيز المحادثات لبناء علاقات استراتيجية أعمق.
ومنذ فرض الحصار على قطر، تفاوضت الدوحة مع واشنطن وعقدت سلسلة من الصفقات الناجحة، من بينها مذكرة تفاهم لمكافحة الإرهاب والتي وُقِّعت في يوليو الماضي، وهي اتفاقية تشمل تبادل المعلومات، ومكافحة تمويل الإرهاب، ومسائل أخرى.
كما عقدت قطر سلسلة من الاجتماعات في أواخر يناير الماضي، تضمنت توقيع اتفاقية طيران تهدف إلى كشف الخطوط الجوية القطرية عن بياناتها المالية والعقود المبرمة مع الشركات الأخرى خلال الأعوام المقبلة.
وهذه الاتفاقية تهدف إلى مواجهة الانتقادات من شركات الطيران الأمريكية الرئيسة، التي ترى أن "القطرية" منافِسة قوية بفعل دعم الدولة لها، ما يخلق منافسة غير عادلة مع بقية الشركات، وهي الاتفاقية التي وجدت ترحيباً كبيراً من قِبل شركات طيران أمريكا.
ووقَّعت الدوحة وواشنطن مذكرة تفاهم لمكافحة الاتجار بالبشر، وأيضاً إعلان مشترك حول المصالح الأمنية المشتركة بين البلدين، وأيضاً الاتفاق على عقد الحوار الاستراتيجي بشكل سنوي.
وبحسب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يزور واشنطن للمشاركة في الحوار الاستراتيجي، فإن استثمارات بلاده بأمريكا تصل إلى 100 مليار دولار، وضمن ذلك 10 مليارات دولار في مجال البنية التحتية، وهو مجال طالما رأه الرئيس ترامب أولوية له.