نيويورك تايمز: إسرائيل شنّت 100 غارة على سيناء بموافقة السيسي

نيويورك تايمز: إسرائيل شنّت 100 غارة على سيناء بموافقة السيسي
نيويورك تايمز: إسرائيل شنّت 100 غارة على سيناء بموافقة السيسي

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الطائرات الإسرائيلية شنت أكثر من 100 غارة على مواقع في شبه جزيرة سيناء المصرية، بموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما قالت إنه "يكشف طبيعة التعاون السري بين تل أبيب والقاهرة".


الغارات، حسب الصحيفة الأمريكية، استهدفت تنظيم الدولة "العدو المشترك" للقاهرة ومصر، والذي يسيطر على أجزاء من شبه جزيرة سيناء.

وتقول الصحيفة إن القاهرة "على ما يبدو كانت غير قادرة على مواجهة تهديدات هذا التنظيم، كما أن إسرائيل بدأت تشعر بخطورته، ومن ثم كان هناك اتفاق لاتخاذ إجراءات (بهذا الخصوص)".

وتضيف: "على مدى عامين كانت طائرات من دون طيار، وأخرى من الطائرات المروحية، لا تحمل أي علامة إسرائيلية، تنفذ طلعات سرية داخل الأراضي المصرية".

وأشارت الصحيفة إلى أن "عدد تلك الطلعات الجوية بلغ نحو 100 غارة، وكثيراً ما كان الأسبوع الواحد يشهد أكثر من واحدة، وكل ذلك كان يتم بموافقة السيسي".

واعتبرت أن "التعاون بين مصر وإسرائيل يمثل مرحلة متطورة في العلاقة بين البلدين، اللذين خاضا ثلاثة حروب قبل التوصل لاتفاق سلام هش (كامب ديفيد). والآن فإنهما يتحالفان سراً في حرب سرية ضد عدو مشترك (داعش)".

وتضيف أن هذا التعاون "يؤكد مجدداً وجود تحالف سري يتشكل في المنطقة بين إسرائيل والدول العربية (لم تحددها الصحيفة)، التي تنظر إلى تنظيم الدولة وإيران على أنهما عدو مشترك".

وتؤكد الصحيفة أن التدخل الإسرائيلي "ساهم في استعادة الجيش المصري زمام السيطرة ضد المسلحين من عناصر تنظيم الدولة، بعد معارك استمرت قرابة خمس سنوات".

وفي المقابل، ترى الصحيفة الأمريكية أن الطلعات الإسرائيلية ساهمت في تعزيز أمن تل أبيب على الحدود مع مصر.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الحملة الجوية الإسرائيلية (على سيناء) أدت دوراً حاسماً في تمكين القوات المسلحة المصرية هناك، وساهمت أيضاً في أن يكون لها موقف أفضل من موقف المسلحين هناك.

وتابعت: "كما أنه تمخض عنها نتائج أخرى؛ منها إقناع المسؤولين في تل أبيب أنه بالإمكان المضي قدماً في مفاوضات السلام، خاصة بعد أن أصبحت مصر تعتمد على إسرائيل في استعادة السيطرة على أجزاء من أراضيها".

وسعت إسرائيل ومعها مصر إلى إخفاء التفاصيل المتعلقة بهذه الغارات؛ خوفاً من رد الفعل العنيف داخل القاهرة، خاصة أن وسائل إعلام محلية "ما زالت تناقش فرضية أن إسرائيل عدو، وأنه يجب التمسك بالدفاع عن قضية فلسطين".

وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة الأمريكية على علم بالغارات، عبر عدد من المسؤولين وضباط الاستخبارات في جلسات إحاطة مغلقة.

وفي مقابلة هاتفية، رفض السيناتور بنيامين كاردين، المسؤول الرفيع في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، مناقشة تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية في مصر، لكنه زعم أن "تل أبيب تتصرف بالخير تجاه جارتها (مصر)".

واعتبر السيناتور أيضاً أن إخفاء مصر للدور الإسرائيلي في سيناء ليس جيداً.

وتجدر الإشارة إلى أن "ولاية سيناء" من أبرز الجماعات المسلّحة الناشطة في سيناء، والذي كان يسمّى تنظيم "أنصار بيت المقدس"، قبل أن يعلن في 2014 مبايعة تنظيم "داعش" وتغيير اسمه.

ونفذ التنظيم المصنف إرهابياً عمليات ضد الجيش المصري ومدنيين في سيناء؛ كان أبرزها إسقاط طائرة ركاب روسية في 2015، وتفجير مسجد الروضة في 2017 الذي أسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص.