الذكاء الاصطناعي يشعل حرباً باردة بين أمريكا وروسيا
قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن الصراع بين الدول العظمى قد ابتعد كثيراً عن استخدام الأسلحة والصواريخ النووية، ليحل محله صراع من نوع آخر، يعتمد بالدرجة الأساس على البرمجيات أو ما يعرف بالذكاء الاصطناعي، سواء كانت تستخدم لمهاجمة أنظمة الحاسوب أو أهداف في العالم الحقيقي.
وتشير الصحيفة إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية، عمدت كل من روسيا وأمريكا إلى تطوير وبناء أسلحة تقوم على التكنولوجيا المتقدمة باستخدام البرامجيات والنظم الإلكترونية، كالطائرات من دون طيار والمركبات ذاتية القيادة والأمن الإلكتروني.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى الخطاب الروسي حول أهمية الذكاء الاصطناعي، الذي سيكون في مرحلة ما قادراً على اتخاذ القرارات على أساس المزيد من البيانات، وبسرعة أكبر من البشر.
وأضافت أنه في حالة وقوع هجوم، يمكن لمنظومة الذكاء الاصطناعي أن تتصرف بسرعة أكبر ومن دون تردد محتمل أو معارضة لمشغل بشري، ويمكن أن تساعد القدرة السريعة والآلية للاستجابة على ضمان حصول الخصوم المحتملين على معرفة أن البلد مستعد تماماً، وهو مفتاح فعالية التدمير المتبادل الذي يعتبر رادعاً مهماً في قواميس الحروب.
وأكدت الصحيفة أن الحرب الباردة التي تدور حالياً بين روسيا وأمريكا من خلال البرامجيات والتجسس الإلكتروني، تعتريها الكثير من المخاوف من أن يكون للخصم اليد العليا في تكنولوجيا المعلومات.
وتابعت: "في اجتماع عقد مؤخراً في أكاديمية الصواريخ الاستراتيجية بالقرب من موسكو، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الذكاء الاصطناعي قد يكون الطريقة التي يمكن من خلالها لروسيا إعادة التوازن في تحول السلطة التي أنشأتها الولايات المتحدة".
وقالت "ديلي ميل" إن وسائل الإعلام الروسية تتناقل حالياً تقارير مفادها أن الذكاء الاصطناعي سيكون مفتاح روسيا في ضرب الولايات المتحدة، الأمر الذي يظهر المدى الذي وصلت إليه الحرب الباردة بين كلا البلدين.
وأدى سباق التسلح هذا إلى مفهوم التدمير المتبادل المؤكد؛ إذ لا يمكن لأي من الطرفين أن يخاطر بالانخراط في حرب مفتوحة دون المخاطرة بتدمير نفسه.
وعوضاً عن ذلك، لجأ الجانبان إلى تخزين الأسلحة والمبارزة بشكل غير مباشر عن طريق صراعات سياسية، ونزاعات مسلحة أصغر، متمثلة بحرب الوكالة التي تدور رحاها حالياً في سوريا، حيث وصفت الصحيفة حرب الحدود بين تركيا والأكراد في سوريا، بأنها حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.