تركيا تتوغل برياً في "عفرين" وتسعى لإقامة منطقة عازلة

تركيا تتوغل برياً في "عفرين" وتسعى لإقامة منطقة عازلة
تركيا تتوغل برياً في "عفرين" وتسعى لإقامة منطقة عازلة

قال الجيش التركي، الأحد، إنه بدأ توغلاً برياً في منطقة عفرين (شمالي سوريا)، بعد هجمات بالمدفعية وبالطائرات استهدفت المسلحين الأكراد الموجودين في منطقة الحدود، والمدعومين من الولايات المتحدة.


وفي الـ16 من الشهر الجاري، شنّت أنقرة عملية، أطلقت عليها لاحقاً اسم "غصن الزيتون"، لإخلاء حدودها مع سوريا من "وحدات حماية الشعب" و"سوريا الديمقراطية" الكرديتين، اللتين تتهمهما باستهداف أراضيها.

وقال الجيش في بيان، إن التوغل بدأ في اليوم الثاني من الهجوم، وإن العملية "تسير كما هو مخطط لها. والعملية البرية بدأت".

ونقلت "خبر ترك" عن رئيس الوزراء بن علي يلدريم، قوله إن قوات الجيش التركي، ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، دخلت إلى شمالي سوريا بعد الساعة 11 صباح الأحد بالتوقيت المحلي (08.00 بتوقيت غرينتش).

- منطقة عازلة
وأضاف يلدريم: "أنقرة تستهدف إقامة منطقة آمنة عمقها 30 كيلومتراً، في إطار عمليتها في عفرين"، مشيراً إلى أنه "لم يصب أي جندي في العملية حتى الآن".

وجاء استهداف تركيا المسلحين المدعومين من واشنطن، في وقت تبدو فيه العلاقات التركية–الأمريكية على وشك الانهيار.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يخوض تمرداً منذ ثلاثة عقود في جنوب شرقي البلاد.

وذكر الجيش التركي أنه قصف حتى الآن 153 هدفاً للمقاتلين الأكراد، من بينها معاقل ومخابئ.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على "تويتر": "إنه اليوم الثاني. عملية غصن الزيتون مستمرة؛ لضمان السلام والأمن لشعبنا وحماية وحدة الأراضي السورية والقضاء على كل العناصر الإرهابية في المنطقة".

وأضاف كالين: "تركيا تتوقع من حلفائها دعم حربها ضد الإرهاب بكل صورها"، في إشارة، على ما يبدو، إلى واشنطن.

وقال مسؤول تركي إن الجيش السوري الحر، المدعوم من تركيا، سيطر على قرية "شنكال" الكردية دون مقاومة ويطهر المنطقة من الألغام.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، السبت: "نحث كل الأطراف على تجنب التصعيد والتركيز على المهمة الأكثر أهمية، وهي هزيمة تنظيم الدولة".

وذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن أربعة صواريخ أُطلقت من سوريا على بلدة كلس الحدودية في جنوبي تركيا خلال الليل، ما ألحق أضراراً بمنازل، وأن قوات الأمن التركية ردّت بالمثل.

وفي وقت سابق من الأحد، قالت وكالة "رويترز" للأنباء إن انفجارات وقعت على مشارف بلدة أعزاز الحدودية في شمالي سوريا الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر، مشيرة إلى أن دخاناً تصاعد من منطقة "تل" إلى الغرب.

ونقلت الوكالة عن أحد المقاتلين أن عناصر من وحدات حماية الشعب توجد في تلك المنطقة.

- توغل بري
وبدأت العملية العسكرية التركية في عفرين بتمهيد مدفعي استهدف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية، وتركز على المواقع المحاذية لنقاط التماس مع الجيش السوري الحر في ريفي حلب الشمالي والغربي.

ونفذت تركيا، السبت، قصفاً جوياً مكثفاً على عفرين، وقالت مصادر عسكرية لقناة "الجزيرة" الإخبارية، إن القصف استهدف 108 أهداف عسكرية من أصل 113.

وكانت أبرز المواقع المستهدفة: محطة الإذاعة بناحية شيخ حديد، ومقر حجيكو في راجو، وحاجز الغزاوية، وجبل برصايا، ومعسكر قيبار، وقرية المالكية، وحمدية، وحاجيلار، وتل سللور، وفريرية، واللواء 135 قرب قيبار، وتل رفعت، ومطار مينغ العسكري.

ويكاد الحديث عن مجال أمني على عمق ثلاثين كيلومتراً يشكّل كل منطقة عفرين؛ لذا رجح خبراء ومراقبون أن يكون العمق على مسافة أقل من ذلك، بحسب "الجزيرة".

وكانت مصادر قد تحدثت في وقت سابق عن عمق يمتد بين 10 و15 كيلومتراً.

ومن المقرر أن يقتحم الجيش التركي والجيش السوري الحر منطقة عفرين من أربعة محاور رئيسة ضمن مراحل العملية المتوقعة، بهدف اتصال قوات الجيش السوري الحر في ريفي حلب الغربي والشمالي.

كما يسعى التدخل أيضاً لاستعادة المناطق التي تمددت إليها الوحدات الكردية قبل أكثر من عامين تحت غطاء جوي روسي وانتزعتها من الجيش السوري الحر؛ وهو ما سيؤدي إلى قطع منطقة عفرين عن مناطق قوات النظام.

في غضون ذلك، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأحد، إن تركيا تقوم بإطلاع الحلف على مجريات عملية "غصن الزيتون" شمالي سوريا.

وقال المسؤول، في تصريحات لوكالة "الأناضول"، التي لم تفصح عن هويته، إن تركيا "تقع في منطقة تسودها الفوضى، وإنها تعرضت لخسائر كبيرة بسبب الإرهاب".

وشدد المسؤول على أن "الدول كافة تتمتع بحق الدفاع عن النفس، لكن يجب أن تقوم بذلك بشكل متوازن ومعتدل".

ولفت المسؤول في "الناتو" إلى أن "تركيا زودت حلفاءها في الناتو بمعلومات حول عملية غصن الزيتون".

وأعلنت تركيا رسمياً، أمس (السبت)، بدء عملية عفرين بريف حلب شمال غربي سوريا، تحت اسم "غصن الزيتون".

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن "العملية العسكرية في عفرين بدأت فعلياً بقصف مدفعي عبر الحدود"، وأكد أن "فصائل الجيش السوري الحر ستشارك بشكل فعال في العملية".