تفاصيل شن تركيا لهجوم جوى وبرى على مدينة "عفرين" .. وهذا موقف روسيا وأمريكا وفرنسا؟
أعلنت القوات المسلحة التركية، اليوم الأحد 21 يناير/ كانون الثاني، بدء العملية البرية في منطقة عفرين شمالي سوريا.
وذكر بيان صادر عن القوات المسلحة التركية إن "عملية غصن الزيتون البرية مستمرة حسب الخطة المرسومة لها".
وأضاف البيان "العملية تستهدف فقط الإرهابيين ومخابئهم ومواقعهم وأسلحتهم وعرباتهم ومعداتهم"، مشيرة إلى أن القوات حذرة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين".
في السياق ذاته نقلت وكالة الأناضول التركية أن "القوات التركية دخلت لمسافة 5 كيلو متر داخل
رئاسة الأركان التركية تعلن قصف 153 هدفا حتى الآن في عفرين
أكدت رئاسة الأركان التركية، أن عملية "غصن الزيتون" مستمرة كما هو مخطط لها، وقالت إن الجيش التركي قصف حتى الآن 153 هدفا عسكريا في إطار عملية عفرين شمال سوريا.
وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان لها، اليوم الأحد، 21 يناير/كانون الثاني، إن الجيش التركي قصف حتى الآن 153 هدفاً عسكرياً لحزب الحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم "داعش" الإرهابي في إطار عملية "غصن الزيتون"، وذلك وفقاً لوكالة "الأناضول" التركية الرسمية.
وقال البيان التركي، إن الأهداف كانت ملاجئ ومخابىء وترسانات استخدمها المسلحون، مضيفاً أن إطلاق المدفعية استمر من الأرض.
غارات جوية
قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن القوات التركية دخلت منطقة عفرين في شمال سوريا، وذلك بعد يوم من بدء الغارات الجوية في إطار عملية "غصن الزيتون".
ونقلت قناة "خبر ترك" التلفزيونية التركية عن رئيس الوزراء بن علي يلدريم قوله إن قوات الجيش التركي دخلت عفرين السورية. وأضاف أن عملية عفرين ستنفذ على 4 مراحل وسيتم تشكيل منطقة آمنة بعمق 30 كيلو متر.
وقال رئيس الوزراء التركي إن تركيا متفقة مع روسيا في جميع المواضيع، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تصدر موقفا معارضا لعملية عفرين حتى الآن
أمريكا اطلعت على عملية عفرين ولم تعارضها لهذا السبب
أكد قائد القيادة المركزية بالجيش الأمريكي، الجنرال جوزيف فوتيل، أن تركيا أطلعت بلاده حول عمليتها العسكرية بمدينة "عفرين" السورية.
وأضاف فوتيل في تصريح صحفي أدلى به على متن طائرته فجر اليوم الأحد، أثناء تنقله بين مناطق مهامه بالشرق الأوسط، أن بلاده لا تولي اهتماما خاصا لهذه المنطقة (عفرين)، وأنها لا تقع بنطاق العمليات العسكرية لأمريكا، بحسب وكالة الأناضول.
وأشار الجنرال الأمريكي إلى أنه لا يعلم نوايا تركيا من العملية، إلا أنه يشعر بالقلق من تأثيرها على مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، لافتا إلى استمرار حربهم على التنظيم في سوريا، وأنهم يعملون على استعادة الأراضي التي يسيطر عليها.
وأضاف أن المسؤولين الأتراك لم يحدثوهم حول عملية عسكرية تستهدف مدينة منبج بريف محافظة حلب شمالي سوريا.
تجدر الإشارة أن الأركان التركية، أعلنت السبت انطلاق عملية "غصن الزيتون" بهدف "إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (بي كا كا/ب ي د/ي ب ك) و(داعش) في مدينة عفرين".
وشدّدت، في بيان، على أن العملية "تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتقافية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية".
وأكدت أنه يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين.
إدانه
فرنسا تدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث أوضاع سوريا بعد أحداث عفرين وإدلب .. كما أدانت الخارجية المصرية العمليات العسكرية التركية في عفرين ووصفتها بانهاانتهاك جديد للسيادة السورية.
لمحة عن "عفرين"
تقع منطقة عفرين على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي محاذية لمدينة اعزاز من جهة الشرق ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب ، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال.
وعفرين منطقة جبلية تبلغ مساحتها نحو 3850 كيلومترا مربعا أي ما يعادل 2 بالمئة من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا.
يبلغ عدد سكان منطقة عفرين 523,258 نسمة حسب احصائيات الحكومة السورية في عام 2012.
لكن العدد ارتفع بسبب حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب والمدن والبلدات المجاورة ليصل إلى أكثر من مليون نسمة حسب ما تقول سلطات الإدارة الكردية القائمة هناك منذ فقدان الحكومة سيطرتها على المنطقة.
وتضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة من أهمها عفرين المدينة، وجندريسة وبلبلة وشية، وراجو وشرا.
واقيم سد 17 نيسان على نهر عفرين منذ سنوات في منطقة ميدانكي وتشكلت بحيرة خلف السد مما جعل المنطقة المحيطة بالبحيرة مركز اصطياف.
وعفرين مشهورة بانتاج زيت الزيتون والحمضيات والكروم إضافة الى وجود العديد من المواقع الأثرية مثل قلعة سمعان، وقلعة النبي هوري وتل عين داره، والجسور الرومانية على نهر عفرين وجسر هره دره الذي بنته ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى.
كما تمر سكة حديد قادمة من تركيا عبر منطقة عفرين وتصل إلى مدينة حلب وقد بنتها تركيا قبيل الحرب العالمية الاولى.
تفصل منقطة عفرين بين مناطق سيطرة فصائل "درع الفرات" التي تدعمها تركيا في جرابلس، الباب، واعزاز إلى الشرق من عفرين ومحافظة إدلب في الغرب وبالتالي فإن السيطرة التركية على عفرين تحقق تواصلا جغرافيا على جميع المناطق الحدودية الواقعة بين مدينة جرابلس غربي الفرات و البحر المتوسط، و بالتالي يعني القضاء على أي امكانية لتحقيق التواصل الجغرافي بين المناطق الكردية منع الأكراد من وصل مناطقهم ببعضها.
بالنسبة للأكراد، عفرين هي إحدى المقاطعات الكردية الثلاث في سوريا، والمحافظة عليها والدفاع عنها تعتبر مسألة وجودية بالنسبة لهم ولن يتخلوا عنها بسهولة. كما يطمحون الى وصلها بالمناطق الكردية الأخرى حسب تصريحات القيادات الكردية في سوريا.
وأعلن الرئيس السابق لحزب الاتحاد الديمقرطي صالح مسلم مؤخرا أن وحدات حماية الشعب قد تتدخل في محافظة ادلب للتصدي لما وصفها بالجماعات المتشددة.
وقال "إدلب هي منطقة جغرافية مميزة بجبالها ووديانها وسهولها، ونحن سنكون على قدر المسؤولية في طرد جميع القوات الإرهابية منها".
اقامت وحدات حماية الشعب تحصينات قوية في عفرين ويتمركز فيها آلاف المقاتلين الذين تصدوا لجميع محاولات السيطرة عليها
ورغم تأكيد الولايات المتحدة إلتزامها الدفاع عن شركائها في قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة الواقعة غربي نهر الفرات لكنها تجنبت الرد على الانتقادات العنيفة التي وجهها أردوغان وغيره من المسؤولين الاتراك لتعاون واشنطن مع وحدات حماية الشعب في سوريا.
يذكر أن عددا كبيرا من قادة وحدات حماية الشعب هم من أبناء منطقة عفرين ويمثل أبناء المنطقة نحو ثلث القوات التي شاركت في تحرير مدينة الرقة من قبضة تنظيم "الدولة الاسلامية". وعندما تصاعدت تهديدات تركيا ضد عفرين قبل مدة أعلن الآلاف من هؤلاء المقاتلين استعدادهم للتوجه إلى عفرين للدفاع عنها.