الذكاء الاصطناعي يمنح المسوقين قدرات خارقة

استطاعت العديد من الشركات تحقيق إنجازات كبيرة باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فعلى سبيل المثال استطاعت شركة محلية مختصة في بيع القهوة في اقناع عملاءها بتجربة أنواع جديد تماما من المشروبات كما استطاعت شركة تبيع الحساء من بيع أطعمة حقيقية تناسب الناس في الحياة اليومية بعيدا عن المناسبات والأعياد. كيف استطاعت تلك الشركات تحقيق تلك الأهداف؟


السرهو الذكاء الاصطناعي. إن تلك التكنولوجيا لها تأثير قوي في جميع جوانب الحياة بشكل عام وبدأت تحدث تغييرا حقيقيا في عالم الإعلانات فباستخدام الذكاء الصناعي يمكن للشركات معالجة البيانات والمعلومات واستخدامها بشكل متقدم للغاية لتفسير احتياجات المستهلك وبالتالي تلبيتها بشكل مثالي.

فالإنسان كائن معقد يعتمد في قراراته على المشاعر والأفكار معا ونستخدم حواسنا وتجاربنا الماضية والحاضرة وتوقعاتنا المستقبلية لفهم وتنبؤ والتعامل مع العالم حولنا. وباستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن للشركات تفسير الصور والنغمات المختلفة واستخدامها لمخاطبة الإحساس المنطقي للمستهلك واقتراح أفكار جديدة والتعلم من التجارب السابقة وغيرها من الأساليب المختلفة التي تمنح الشركات قدرات خارقة لإقناع المستهلك بمنتجاتهم.

تزداد أهمية تلك التكنولوجيا بزيادة استخدام الصور ومقاطع الفيديو والصوت كبيانات المستهلكين فأصبح هذا النوع من البيانات يمثل الغالبية العظمى حوالي 80بالمائة من البيانات المتوفرة عن المستهلك عامة.

لذا أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي أمرا حتميا لفهم تلك البيانات المعقدة ومثال على تلك التكنولوجيا IBM Watson فهي مصممة لتساعد الأنظمة المختلفة على فهم وتعلم والتفاعل مع البيانات المصورة والصوتية فهي تعتبر بيانات غير هيكلية.

وبالفعل في 2016 استطاع فريق قسم مبيعات شركة The Weather  الاستحواذ على IBM في 2016 وتعرف حاليا باسم Watson Advertising واستخدام نظام بيئي إلكتروني للإعلان يساعد المعلنين على التواصل مع العملاء وزيادة الاستثمارات. يعمل هذا النظام البيئي على أساس قدرة المعلنين على توفير حلولا مناسبة دائمة التغير للتواصل والتفاعل مع العملاء.

فمثلا باستخدام تلك التكنولوجيا استطاعت الشركة التعامل مع بيانات الطقس وتحليلها مقارنة مع بيانات البيع للعملاء الخاصة بصناعة تحسين المنازل. وبينت النتائج أن بداية المواسم دائما ما تتصف بزيادة طاقة العملاء واتسامهم بالتفاؤل وزيادة تفاعلهم مع الإعلانات. لذا عمل فريق الإعلانات على تشر رسائل إعلانية جديدة في بداية كل موسم مما زاد من معدل النقر على الإعلانات الإلكترونية ب 1000 بالمائة.

أما عن شركة القهوة فبينت التحاليل والدراسات أن العملاء يميلون إلى التمسك بمشروبهم التقليدي فكان الهدف هو إقناع المستهلك بتجربة منتجات جديدة وباستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي استطاعت الشركة تحديد الجمهور وميولهم ومقارنتها بالطقس في أماكنهم.

فمثلا عند استهداف محبي الشوكولاتة الساخنة ركزت الشركة على شن حملات إعلانية مكثفة في الأوقات التي يكون فيها الجو دافئ لإقناع هؤلاء بتجربة مشروب الشوكولاتة البارد والعكس صحيح. وحققت تلك الحملة نجاحا مبهرا حيث بدا المستهلك في تجربة أنواع مختلفة من المشروبات.

تلك أمثلة بسيطة على أمكانية الذكاء الاصطناعي المذهلة وتأثيره القوي في عالم الدعاية والإعلان.