خوفا من "داعش" و "حماس" .. إسرائيل تدرب قواتها على سيناريوهات خطف السفن

تنظم الجيوش العديد من المناورات والتدريبات العسكرية التى بشكل دورى لتحقيق درجة الجاهزية والاستعداد لأفرعها العسكرية تحسبا لأى ظرف طارىء يتطلب التدخل العاجل للدفاع عن نفسها.


وتعتبر خطة التدريب لدى كافة الدول هى خطة تدريب سنوية يتم تحديد المناورات التى سيتم المشاركة فيها، ومدى فاعلية تلك المناورات فى تحقيق الأهداف المأمولة منها.

وأجرت إسرائيل مؤخرا تدريبا بحريا بين القوات الخاصة فى سلاح البحرية الإسرائيلي "شيطت 13"، مع وحدة سلاح البحرية الأمريكية الخاصة "أسود البحر" التابعة للأسطول الأمريكي.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن التدريبات شارك فيها سفن حربية أمريكية وسفن حربية اسرائيلية من نوع "ساعر 5"، مشيرة إلى أن التدريبات شهدت التركيز على تدريب  الوحدات على عمليات مداهمة  والنزول بالمظلات في عرض البحر.

وكشفت الصحيفة الإسرائيلية، عن الهدف من التدريبات هو بناء القدرات العسكرية، وتبادل المعلومات،وتقوية العمل العسكرى البحري.

كما ذكر موقع "والاه" الاسرائيلي أن التدريبات التي جرت لأول مرة هدفها التعامل مع سيناريوهات إمكانية خطف سفينة على متنها إسرائيليين والدخول في مفاوضات مع الخاطفين من تنظيم الدولة في عرض البحر الأحمر أو المتوسط ، والعمل على أن تكون تلك المفاوضات كمناورة لتنفيذ عملية إنقاذ الرهائن قبل قتلهم واستغلال الوقت.

وأوضح أن التدريبات شملت التدريب على اقتحام السفن في وضع تكون فيه الأمواج عالية في البحر، وإمكانية إقدام حماس أو تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على تنفيذ هجمات لاستغلال الوضع البحري وانعدام الرؤية لدى البوارج البحرية.

وبدأ التفكير بإقامة سلاح البحرية الإسرائيلي حتى قبل قيام الدولة العبرية وتحديدا مع انطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية، حيث اعتمدت الوكالة اليهودية سياسة استغلت فيها حاجة الحلفاء خاصة قوات الإمبراطورية البريطانية للمتطوعين وأرسلت المئات من المستوطنين اليهود في فلسطين للتطوع ضمن الجيش البريطاني بجميع أذرعته البرية والجوية والبحرية، بهدف اكتساب الخبرة العسكرية تمهيدا لما هو قادم من الأيام على طريق إقامة القوة العسكرية النظامية للدولة العبرية المتوقعة في تلك الفترة.
وهدفت الوكالة اليهودية لدفع اليهود ممن استوطنوا فلسطين للتطوع في صفوف الجيش البريطاني لاستغلال الحرب لبناء قوة عسكرية يهودية إضافية وفتح المجال لشراء الأسلحة وتخزينها.

وعمل غالبية المتطوعين اليهود ضمن كادر الخدمات المساعدة لسفن الأسطول البريطاني مثل أعمال الصيانة داخل الموانئ والأعمال الكهربائية وغيرها من المهن وعلى متن السفن الساحلية.

وسمحت البحرية البريطانية لعدد قليل منهم بالعمل على متن السفن الحربية العاملة بأعالي البحار ومن بين 12 ضابطا رشحتهم الوكالة اليهودية عين ضابط واحد فقط في مهمات قتالية خاصة، علما بان عدد اليهود المستوطنين في فلسطين الذين تطوعوا للعمل في الأسطول البريطاني وصل إلى 1100 متطوعا.

وبعد تغير السياسة البريطانية عام 1941 نتيجة النقص الشديد في القوى البشرية الذي عانى منه الأسطول البريطاني، فقرر تجنيد بعض الجنسيات غير البريطانية للعمل على سفن الأسطول الحربية بينهم الكثير من اليهود الذين عملوا في موانئ فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني ما منح اليهود والوكالة اليهودية الفرصة التي كانوا ينتظرونها.

وكانت الانطلاقة الفعلية للكوماندو البحري الإسرائيلي مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 حيث أنشأت منظمة "البملماخ" أول قوة بحرية يهودية "خلية التخريب البحرية " وكان الهدف من إقامتها محاربة الأسطول البريطاني الذي كان يمنع أو يعيق الهجرة اليهودية من دول أوروبا إلى فلسطين من وجهة نظر المنظمات اليهودية.
 
ومع إقامة إسرائيل عام 1948 عملت في العديد من خلايا البحرية جرى توحديها عام 1949 تحت اسم "الكوماندو البحري" وذلك بالتعاون مع رجل الكوماندو الايطالي "برونزو كافريوتي ".

وفى عام 1951 تغير اسم "الكوماندو البحري" الى ما يعرف اليوم " بشيطت 13 " أو الدورية البحرية 13" التي استعارت رقمها "13 " من التقليد البحري في ذلك الوقت وهو أقرب إلى الأسطورة حيث يتناول البحارة المشروبات الكحولية ولا يثملون او يعانون السكري سوى في اليوم الثالث عشر من كل شهر.

ويعتبر قائد القوة البحرية لمنظمة البلماخ " يحوئاي بن نون " مؤسس " شيطت 13 " وقائدها الأول وفيما بعد تولى قيادة سلاح البحرية الإسرائيلية.

والهدف الأساسي لإقامة " شيطت 13 " أن تشكل قوة هجومية مدربة تعمل في مياه وشاطئ الدول المعادية،واهم ما يميز هذه الوحدة التي تعتبر من أهم الوحدات العسكرية الإسرائيلية الخاصة وتتكون من نخبة المقاتلين " الضفادع البشرية " قدرة قدرة هؤلاء على خوض القتال برا وبحرا وجوا وقدرة الوصول للأهداف المعادية عبر البحر من خلال " الغوص، استخدام وسائل السطح البحرية، والوسائل المائية حسب مصادر الجيش الإسرائيلي.

وتوصف التدريبات التي يتلقاها مقاتلي الوحدة بالأقسى والأشد في الجيش الإسرائيلي والأكثر مهنية وتخصصا حيث يستمر برنامج التدريب للمجند الجديد 20 شهرا متواصلة بعد أن يمر بـ 4 أيام من الاختبارات البرية والبحرية القاسية ينتقل بعده لما يعرف باسم " مناوبة الوحدة التمهيديه " ، ودورة مظليين ودورة في فنون الغوص القتالي ودورة في فنون الملاحة والحرب ضد "الإرهاب" على اليابسة بعد هذه التدريبات القاسية يمنح المجند شعار الكوماندو البحري ورتبة رقيب أول.

وتقع قاعدة هذه الوحدة على شواطئ "عتليت " جنوب حيفا ويلتزم الجندي في هذه الوحدة بالخدمة الدائمة مدة سنة ونصف بعد انتهاء الخدمة الإلزامية.