رغم اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية من سوريا عام 2013 .."خان شيخون" دليل على فشل الدبلوماسية الدولية
خاص سياسي - أحمد سنبل
كالعادة يفعل النظام السورى ما يريد من جرائم ضد أفراد شعبه، طالما هناك تقف روسيا حائلا وحائطا منيعا أمام أى توجه لدى مجلس الأمن والمجتمع الدولى لإدانة ما يفعله النظام.
وبالفعل رفض المندوب الروسي في مجلس الأمن مشروع قرار قدمته 3 دول غربية هى أمريكا وبريطانيا و فرنسا بشأن تشكيل لجنة تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الهجوم الكيماوي على مدينة "خان شيخون" بريف إدلب أمس ، وأدى إلى سقوط نحو 100 قتيل وإصابة 400 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء.
ونسبت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، استنادا إلى معلومات أمنية، الهجوم الكيماوي على ريف إدلب،إلى النظام السوري.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية،أن معلومات متوفرة لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية تؤكد، بنسبة عالية، صحة التقارير الواردة من محافظة إدلب، والتي تشير إلى استخدام قوات النظام السوري لغاز السارين في الهجوم على خان شيخون.
الأمر الذى سرعان ما قامت وزارة الدفاع الروسية بنفيه، زاعمة أن قوات النظام السوري قصفت مستودعا للذخيرة تابعا للمعارضة في خان شيخون يحتوي على أسلحة كيماوية وصلت من العراق.
وأوضح المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن ادعاءات النظام السوري ليست موثوقة.
ويضيف أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أنه تمت المصادقة على الهجوم بالأسلحة الكيماوية من قبل أعلى المستويات في النظام السوري، غير أنه من الصعب الجزم بشأن شراكة روسيا وإيران في اتخاذ القرار.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن الهجوم كان يهدف إلى توجيه رسالة تهديد لتنظيمات المعارضة، وأن كبار المسئولين صادقوا على استخدام السلاح الكيماوي على خلفية الثقة المتصاعدة للنظام باستقراره وقدراته، في أعقاب الإنجازات العسكرية التي حققها منذ السيطرة على حلب.
وتشير تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن النظام السوري يحتفظ بكمية صغيرة من الأسلحة الكيماوية، حتى بعد اتفاق نزع الأسلحة الكيماوية الذي تم التوصل إليه في صيف عام 2013. ويعتقد أن الكمية الصغيرة التي تبقت لدى النظام تحتوي على غاز الأعصاب السارين، دون استبعاد إمكانية إنتاج أسلحة كيماوية مجددا.
ويعتبر هذا الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل أكثر من 1300 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس 2013.
و أكد فريق طبي تابع لمنظمة أطباء بلا حدود يقدم الدعم لقسم الطوارئ في مستشفى باب الهوى في محافظة إدلب في سوريا، أكد أن الأعراض التي على المرضى تتسق مع تعرضهم إلى عامل سام للأعصاب كغاز السارين.
وأوضحت المنظمة أن أعراض التعرض للغاز السام ظهرت على ثمانية مرضى – وشملت حدقات متقبِّضة وتشنجات عضلية وتغوط لا إرادي – وهي أعراض تتسق مع التعرض لعامل سام للأعصاب كغاز السارين أو مركب كيماوي مشابه.
وقد قدمت فرق أطباء بلا حدود الأدوية ومضادات السم لمعالجة المرضى كما قدمت الملابس الواقية للكادر الطبي في غرفة الطوارئ في المستشفى.
كما تمكنت فرق أطباء بلا حدود الطبية أيضاً من زيارة مستشفيات أخرى كان يتلقى فيها ضحايا الهجوم العلاج، وذكروا أن رائحة مواد التبييض الكيميائية تنبعث من المرضى، ما يشير إلى أنهم تعرضوا للكلور.
وتدل هذه الإفادات بقوة على أن ضحايا هجوم خان شيخون تعرضوا على الأقل لنوعين مختلفين من العوامل الكيماوية.