"توتال" الفرنسية قد توقف أعمالها في إيران إرضاءً لأمريكا
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الفرنسية "توتال"، أن الشركة ستعيد النظر في مشروعها للغاز بإيران إذا قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات أحادية الجانب على طهران.
وجاء قرار "توتال" نظراً إلى مصالح الشركة الفرنسية في السوق الأمريكية وامتلاكها استثمارات كبرى فيها لا تقارن مع ما ستجنيه من الاستثمار في ايران.
وقال رئيس الشركة لقناة "سي إن إن" الأمريكية: "لن نقوم بالصفقة إذا اعترضتها بنود قانونية بسبب تغيير في نظام العقوبات، حيث سيتعين علينا إعادة النظر فيها".
ويعتبر العقد الذي بلغت قيمته مليار دولار بين "توتال" الفرنسية وإيران، للاستثمار في الغاز الإيراني، أضخم مشروع غربي دخل إيران بعد رفع قسم كبير من العقوبات عنها في عهد الرئيس السابق أوباما، إثر الاتفاق النووي في عام 2015.
لكن وضع الاتفاق أصبح محرجاً للغاية بالنسبة للجانب الفرنسي بعد أن أعلن الرئيس ترامب في أكتوبر الماضي، أنه لن يصدّق على امتثال إيران لشروط الاتفاق النووي، الأمر الذي قد يلغي الاتفاق بالكامل في غرفتي الكونغرس؛ ومن ثم يصبح وجود "توتال" غير قانوني في إيران.
وفي حال لم يلغَ الاتفاق بالكامل، فإن العقوبات التي تفرضها الإدارة الأمريكية على إيران ستكون كفيلة أيضاً بمنع "توتال" من الاستثمار في الصفقة؛ لأن من شروط العقوبات ألا تقوم أي شركة غربية تنشط في أمريكا بأي نشاط تجاري في إيران، وبطبيعة الحال تفضل "توتال" وغيرها من الشركات السوق الأمريكية على العزلة مع إيران، بحسب الشبكة الأمريكية.
ورغم لجوء إيران إلى خفض أسعار النفط في مسعى منها للاحتفاظ بالعملاء الآسيويين الذين يعتمدون في جزء من طاقتهم على الغاز الإيراني، توترت العلاقة التجارية بين إيران والهند، "أكبر مستورد للطاقة من إيران"، مؤخراً.
وبلغت مشتريات الهند من الطاقة الإيرانية أدنى مستوى لها على الإطلاق في 21 شهراً، بعد أن لمَّحت إيران بأنها ستسمح لشركة روسية بالاستثمار في أحد أكبر حقولها للغاز بدلاً من شركة "الكونسورتيوم" الهندية التي اكتشفت الحقل، كما حددت الهند وارداتها للربع الأول من عام 2018 من الطاقة من إيران وكانت أقل من ربع ما تستورده عادةً.