!ناشيونال إنترست: هكذا أسهمت أمريكا بتوسيع نفوذ إيران

ناشيونال إنترست: هكذا أسهمت أمريكا بتوسيع نفوذ إيران
ناشيونال إنترست: هكذا أسهمت أمريكا بتوسيع نفوذ إيران

سلط موقع ناشيونال إنترست الأمريكي الضوء على أسباب التوسع الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أسهمت إسهاماً مباشراً وكبيراً في توسيع إيران لنفوذها.


وأوضح الموقع أنه في الوقت الذي تمكنت روسيا من تحقيق أهدافها في سوريا عبر الحفاظ على النظام الحالي بقيادة بشار الأسد، فإن إيران بالمقابل نجحت في التمدد في أربع عواصم عربية؛ وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

وتابع الموقع أن البعض يرى أن سياسة الرئيس السابق باراك أوباما الناعمة، أسهمت كثيراً في تحقيق إيران لمكاسبها، مؤكدين أنه في الوقت الذي وقعت فيه الدول الخمس اتفاقاً نووياً مع إيران فإنها لم تفرض على طهران وقف عدوانها في الشرق الأوسط.

وأشار الموقع إلى أن تلك الدول كانت مهيئة أيضاً للنفوذ الإيراني بفعل التطورات الكبيرة التي حصلت فيها، فقد أدت تلك الأحداث دوراً في السماح لقوى خارجية بالتدخل في شؤونها، فهي لم تكن قادرة أصلاً على وقف التدخل الأجنبي، وهنا دخلت إيران مستغلة ورقة الطائفية في الدول الأربعة، الأمر الذي أسهم كثيراً في تحقيق طهران لأهدافها التوسعية.

لقد أسهمت الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، إسهاماً مباشراً في توسيع إيران لنفوذها بالمنطقة، فإسرائيل مثلاً كانت السبب في السماح لإيران بالتغلغل في لبنان.

فلقد ساعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان وما تبع ذلك من احتلال لمناطق جنوبي لبنان حتى مايو من 2000، في إنتاج مليشيات مدعومة إيرانياً، وعلى رأسها حزب الله، الذي استلهم شعارات الثورة الإيرانية ونقلها إلى لبنان، وفي كل مرة يدخل فيها الحزب حرباً ضد إسرائيل تزداد قوة هذا الحزب الذي يعتمد على العناصر الشيعية في لبنان.

وكان النفوذ الإيراني في لبنان كبيراً جداً عبر حزب الله، الذي خاض في العام 2006 حرباً ضد إسرائيل، كما أن صراع الحزب مع "تل أبيب" أكسبه شرعية حمل السلاح ليكون دولة داخل الدولة اللبنانية، بحسب الموقع.

أما الحالة الثانية فهي العراق الذي تحول من عدو للثورة الإسلامية الإيرانية إلى بلد واقع تحت هيمنتها، فلقد كانت بغداد على مر التاريخ منافسة لإيران، إلا أن الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وما تبعه من ظروف أدى إلى توسع إيران في هذا البلد، مستغلة ظروف الاحتلال الأمريكي والطائفية الشيعية.

في سوريا وعقب الثورة سعت إيران وروسيا إلى استغلال الأوضاع هناك، فكلتاهما دولتان صديقتان للنظام السوري وبينهما تحالفات تاريخية، حيث إن إيران والمليشيات التابعة لها وأيضاً حزب الله اللبناني الذي تدعمه طهران شاركوا مبكراً في الحرب السورية إلى جانب النظام السوري، وهو دعم استند أيضاً على الطائفية الشيعية التي مثلتها إيران.

اعتماد الأسد على إيران ومليشياتها، رغم الوجود الروسي، جعل من إيران دولة ذات تأثير واسع على القرار السياسي السوري.

وفي اليمن، حيث ما زالت الحرب مستمرة حتى اليوم وسط بؤس شديد يعيشه السكان، فإنه لا يمكن تأكيد شيء، فالحرب مستمرة والقصف يؤدي إلى سقوط مزيد من الضحايا، فهذه الحرب التي تشنها السعودية لم تنجح في تحقيق أهدافها، بل إنها أدت إلى حالة من الرفض لدى الشعب اليمني ضد الرياض وتحالفها، وانضمام قطاعات واسعة إلى مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

واستمرار الاستقطاب في الشرق الأوسط يطرح المزيد من التساؤلات حول مستقبل هذا النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة أن إيران استغلت التدخل الأمريكي ضد العراق ومن بعده ثورات الربيع العربي، فضلاً عن العزف على وتر الطائفية والمذهبية الشيعية العابرة للحدود.

ويرى موقع ناشيونال إنترست أن نظرية عدو عدوي صديقي يجب أن تستغلها أمريكا جيداً، وتعمل على تقوية التحالف بين الدول العربية وإسرائيل للتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة أن هذا التوسع الإيراني سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في خريطة الشرق الأوسط، وهو تغيير ستترتب عليه آثار بعيدة المدى، كما يرى الكاتب.