بقلم علاء عريبى: لا تدعوا للمرأة
اصطففنا بعد صلاة الفريضة لكي نؤدي صلاة الجنازة على سيدتين، شرح لنا الإمام، كيفية الصلاة، ونصحنا بتلاوة بعض الأدعية، منها: « اللهم اغفر لها, وارحمها, واعف عنها, وعافها, وأكرم نزلها ووسع مدخلها, واغسلها بماء وثلج وبرد, ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس, وأبدلها دارا خيرا من دارها, وأهلا خيرا من أهلها, وزوجا خيرا من زوجها, وقها فتنة القبر, وعذاب النار»، ثم طلب مننا ألا ندعو بجملة: «وزوجا خيرا من زوجها»، وأكد أنها تقال فقط للرجال.
بعد خروجنا من المسجد تذكرت دعاء الإمام وتعليقه الدعاء للمرأة بزوج خير من زوجها، فقد نسب للرسول عليه الصلاة والسلام، وسمعه عنه عوف بن مالك الأشجعى(ت 73 هـ)، وذكر فى كتاب الجنائز، باب الدعاء للميت فى: البخارى، ومسلم، والنسائى، وابن ماجة، ومسند أحمد.
وتذكرت أيضا اختلاف العلماء حول الدعاء للمرأة، أتباع الإمام مالك وأحمد أخذوا بعدم قول: أبدلها خيرا من زوجها، ظنا بأنها قد تكون زوجا في الجنة لزوجها الدنيوى، وزعم صاحب التاج والإكليل شرح مختصر الخليل: إن نساء الجنة مقصورات على أزواجهن، والرجال يتمتعون بأكثر من زوجة.
وقد وافق الشافعية على ذكر الجملة للمرأة، معتمدين على تأويل دلالة الألفاظ، حيث رأوا أن المراد بالإبدال في الأهل والزوجة إبدال الأوصاف لا الذوات، فيراد بإبدالها زوجا خيرا من زوجها أي في صفاته، بأن يكون خيرا من حيث صفاته وأخلاقه، بمعنى أنه لو كان زوجا فظا غليظا بخيلا منفرا، فى الجنة سوف تختفى هذه الصفات السيئة وتتبدل بأخرى حسنة تقبلها زوجته، وقالوا إن الإبدال فى الأهل أيضا إبدال فى الأوصاف لا الذوات، لأن تبديل الأشخاص فى الأهل(الذوات) يخالف ما أبلغنا به الله عز وجل فى القرآن الكريم بأنه سيجمعنا بأولادنا وأحفادنا، بقوله تعالى: « ألحقنا بهم ذريتهم ـــ الطور 21».
وللإمام السيوطي(ت 911 هـ) رأى على قدر من الطرافة، ذكره فى شرحه سنن النسائي، قال: قال طائفة من الفقهاء هذا خاص بالرجل ولا يقال في الصّلاة على المرأة أبدِلْها زوجا خيرا من زوجها، لجواز أن تكون لزوجها في الجنّة، لماذا؟، لأن المرأة (على حد قول السيوطي) لا يمكن الاشتراك فيها، إما الرجل فالنساء تقبل شراكته.
لكن ماذا عن المطلقة؟، وماذا عن التى لم تتزوج؟، وماذا عن التى أجبرت على زوجها؟، وماذا عن التي تزوجت أكثر من رجل؟، لمن تذهب؟.