بقلم سليمان جودة : أفلح وليد فارس إن صدق!
عاد الدكتور وليد فارس إلى الظهور من جديد، بعد أن كان قد اختفى، وبعد أن كان قد جاء عليه وقت ملأ فيه الدنيا وشغل الناس!
ففى خلال النصف الثانى من العام الماضى، كنت لا تفتح صحيفة، إلا وتجد صورته تطالعك ومعها تصريحات يُدلى بها مرة هنا، ومرات هناك، وكان وقتها مستشارًا سياسيًا للمرشح الرئاسى دونالد ترامب!
وما إن فاز ترامب فى السباق نحو البيت الأبيض، حتى تراجع ظهور وليد فارس فى الإعلام، وكاد أن يختفى تمامًا، لولا أنه ظل موجودًا على الساحة السياسية الأمريكية، بشكل من الأشكال!
ومع زيارة الرئيس السيسى إلى الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، طفا اسم فارس من جديد على سطح الأحداث، وتعامل الإعلام معه حين نقل عنه كلامًا، على أنه مفكر سياسى، وأنه مستشار سياسى سابق لحملة ترامب الانتخابية!
والمعنى المفهوم من هذا الوصف، أنه كان مستشارًا للرئيس الأمريكى، وقت أن كان مرشحًا رئاسيًا، وأنه.. أى فارس... لم يعد مستشارًا لساكن البيت الأبيض، وأن كلامه عن أى شىء يخص إدارة ترامب فى اللحظة الحالية، إنما هو كلام بصفة سابقة، لا بصفة قائمة!
وإذا كان ذلك مهمًا فى هذا السياق، فالأهم منه هو الكلام الذى صدر عن الرجل، عندما التقى مع الوفد الإعلامى الذى رافق الرئيس خلال الزيارة!
قال المستشار السياسى السابق، للوفد المرافق، إن إدراج جماعة الإخوان على لوائح التنظيمات الإرهابية، مسألة وقت، وأن الإدارة الأمريكية ملتزمة بما أعلنه ترامب، وتعهد به، وقت أن كان لايزال مرشحًا!
هنا لابد أن تطلب من فارس أن يشير لك إلى شىء واحد .. شىء واحد.. يكون ترامب قد تعهد به، مرشحًا، ثم نفذه رئيسًا.. وليس هذا بالطبع ميلًا إلى اليأس من ترامب، ولا من قدرته على أن يفعل شيئًا، ولكنها الحقيقة التى علينا أن نراها كما هى دون رتوش!
لقد تعهد بمنع المسلمين من دخول بلاده، وأصدر بالفعل مراسيم تمنع رعايا دول إسلامية وعربية من الدخول، ولكن القضاء الأمريكى جمدها مرة، وألغاها مرة أخرى!.. وتعهد ترامب بإلغاء قانون أوباما للرعاية الصحية، وتقدم بمشروع قانون من أجل ذلك فعلًا إلى الكونجرس، وكانت النتيجة أن نوابًا ينتمون إلى حزبه الجمهورى نفسه، وقفوا ضد مشروع القانون، وأسقطوه!
ولم يكن حظه مع موضوع الإخوان أفضل منه، فى المرتين السابقتين، لأن كل متابع للشأن الأمريكى يعرف، أن إدارة ترامب منقسمة للأسف، وبشدة، حول الموضوع!.. والواضح أن هذا الموضوع تحديدًا، ليس بالسهولة التى تصورناها، ولا التى تصورها ترامب ذاته! أفلح وليد فارس.. إن صدق!