الإفراج عن هؤلاء التسعة بالسعودية خلال أيام .. وترامب يعارض

تستعد المملكة العربية السعودية لاتخاذ قرار بالإفراج عن مجموعة من المحتجزين لديها، في قرار لا يرجحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


قال مسؤول في مركز محمد بن نايف للاستشارات والرعاية، في مقابلة مع "فورين بوليسي" خلال زيارة أجراها في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، إنه سيجري الإفراج عن 9 يمنيين كانوا محتجزين في غوانتانامو، خلال الأيام المقبلة. ومن المقرر أن يغادر 4 يمنيين آخرين مركز التأهيل، في عام 2018.

وكان معظم اليمنيين الـ13 الموجودين حاليا في مركز محمد بن نايف محتجزين في السجن العسكري الأمريكي في كوبا، لأكثر من عقد من الزمن، دون توجيه اتهامات إليهم أو محاكمتهم، وظل بعضهم حتى أيام قليلة قبل تولي ترامب مهام منصبه.

والرجال التسعة المقرر إطلاق سراحهم سيكونون من أكثر الخريجين رفيعي المستوى، من المبادرة المثيرة للجدل، التي تستهدف الحد من التطرف عبر برنامج تأهيلي يشمل التدريب المهني والعلاج الفني، ورياضة السباحة، والتنزه خارج الموقع، والزيارات العائلية.

وحتى الآن، لم يفرج إلا عن المواطنين السعوديين الذين نفذوا أحكاما تتعلق بالإرهاب، من البرنامج الذى يفتخر بأن 86 فى المئة من خريجيه البالغ عددهم 3300 نجحوا في الاندماج مجددا في الحياة المدنية.

وعلى الرغم من أن المعتقلين اليمنيين السابقين، عكس المواطنين السعوديين الذين يحتجزهم الجيش الأمريكي، لا يخضعون للنظام القضائي في المملكة، فإنهم يخضعون للاستجواب عند دخولهم المملكة العربية السعودية قبل بدء البرنامج.

وكان برنامج التطرف العلاجي هو القوة الناعمة لحملة مكافحة الإرهاب، التي كان لها الفضل على نطاق واسع في تفكيك خلايا القاعدة التي تستهدف المملكة، وقد ساعد محمد بن نايف في إحباط العديد من المؤامرات ضد الولايات المتحدة، ونجا بنفسه من هجمات عناصر القاعدة.

لكن معدل "الانتكاس" في البرنامج يثير قلق بعض المراقبين؛ فقد عاد 14 في المئة من الخريجين في نهاية المطاف إلى التطرف العنيف، وفي السنوات القليلة الأولى بعد افتتاح المركز، أفاد مسؤولون سعوديون أن ما لا يقل عن 11 محتجزا سابقا من غوانتانامو قد عادوا إلى المعركة، وفيهم من تقلّد منصب نائب قائد القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وفي العام الماضي، من بين حوادث أخرى، فجر أحد الخريجين السعوديين نفسه في مسجد يرتاده قوات الأمن. وفي عام 2014، وجدت السلطات 44 من 77 مشتبها بهم في هجوم على مسجد شيعي، قد تخرجوا من خلال المركز.

ومن غير المرجح أن يرحب الرئيس دونالد ترامب بتخريج هؤلاء وعودتهم إلى المجتمع، قائلا إنه "لا ينبغي أن يكون هناك أي إفراجات أخرى من المعتقل".

وقد حذر ترامب عندما نقلت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما هؤلاء المعتقلين إلى السعودية العام الماضي، قائلا: "هؤلاء الناس في غاية الخطورة، وينبغي ألا يسمح لهم بالعودة إلى ميدان المعركة."

وصرح متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بأن الرئيس يدعم الجهود السعودية لمكافحة التطرف، ولكن الولايات المتحدة "لا تزال تشعر بالقلق إزاء معتقلين سابقين في غوانتانامو واحتمالات انخراطهم في أنشطة متطرفة في المستقبل، ويتوقع من الحكومات الأجنبية أن تضمن اتخاذ تدابير أمنية مناسبة لمنع مثل هذا النشاط".

وقد وصف مسؤولون سعوديون وأمريكيون، هذا المركز بأنه المعيار الذهبي لإعادة تأهيل معتقلي غوانتانامو والمقاتلين الأجانب والإرهابيين والمتعاطفين معهم، غير أن الاسم الذي يحمله (محمد بن نايف) صار يشير إلى أحد ضحايا حملة الفساد التي وقعت في يونيو/ حزيران الماضي، وفقا للتقرير.