بعد 7 أعوام من ثورات الربيع العربي.. هل أصبح حلم الديموقراطية مستحيلًا؟
خاص سياسي - جهاد السقا
منذ سبعة أعوام عندما اندلعت ثورات الربيع العربي كان العالم يملأه التفاؤل بشأن مستقبل الشرق الأوسط. وآمنت الشعوب حبنها آن الوقت قد حان لهم للحصول على ما حرموا منه لقرون وهي العدالة الاجتماعية والحرية. وبعد سبعة أعوام تبين أن هذا كان مجرد وهم فالوضع الحالي يتصف بالفوضوية والاستبداد.
قد لا يكون حديث سائقي عربات الأجرة كلاما موثوقا فيه لكنه يدل على رأي الشارع فيما يخص المواضيع والمشاكل العامة. يقول الكاتب أنه استقل سيارة للأجرة منذ أسابيع في تركيا فقال له السائق "يقولون إن الحرب الأهلية ستندلع. هذا ما يقوله كل من ركب مع اليوم.
يبدوا أن توقع الحرب الأهلية أصبح أمرا شائعا في الشرق الأوسط وهذا يدل على أمر واحد فقط وهو موت الفكرة موت الإيمان بفكرة تحقيق العدالة والديموقراطية في أي من دول الشرق الأوسط.
فقد الناس الأمل في أن تستطيع شعوب الشرق الأوسط التعايش في سلام فأصبحوا يؤمنون أن من المستحيل أن يعيش الأتراك والعرب والفرس في نظم تتسم بالحرية. فبعد كل تلك السنوات لا يبدوا أن هناك تطلعات للمستقبل توحي بالتفاؤل بهذا الشأن. فلا تزال تلك الشعوب تعيش تحت حكم ديكتاتوري وفساد اقتصادي وأصبحت المسميات مثل الليبرالية والعلمانية والقومية العربية تدعوا للتشاؤم فقد فشلت جميعا في أن تتحقق في أرض الواقع.
حتى أن الدول التي كانت لديها فرص قوية لتحقيق نظام ديموقراطي مثل تركيا غيرت معتقداتها هذا باستثناء تونس التي اثبتت أنها على الطريق الصحيح للديموقراطية. فالديموقراطية والعدالة لم تتحقق للعديد من الأجيال في المنطقة ويضاف إليها أيضا الحرية.
فالوضع الحالي في الشرق الأوسط يدعو فعلا للتشاؤم وهناك العديد من الأدلة على تزايد تصعيد الأزمات فمثلا هل حملة الاعتقالات التي شنها ولي العهد السعودي قد تدل على احتمال اندلاع حرب بين السعودية وإيران؟ جائز، وهل تسعى إسرائيل لاحتدام الموقف مع حزب الله؟ أمر محتمل، وهل ستستمر بغداد في قتال الأكراد، أو هل ستصل الحرب الداخلية في تركيا مع الاتراك إلى العراق؟ كل تلك الأزمات تدل على زيادة حالة عدم الاستقرار في المنطقة. وكل هذا محتمل الحدوث وقد يتكرر ما حدث بعد مقتل فرينز فيرديناند في سراييفو عام 1914 الذي كان سببا في اندلاع الحرب العالمية الأولى.
لم يكن الوضع دائمًا هكذا في الشرق الأوسط ففي 2011 عندما بدأ الربيع العربي تحمس القادة الغرب وآمنو باحتمالية تحقيق الديموقراطية في المنطقة.
حتى أن هيليري كلينتون التي كانت وزيرة الخارجية الأمريكية حينها صرحت بدعمها لتلك الثورات من أجل تحقيق الديموقراطية ونادت الحكام العرب بالإذعان لرغبة الشعوب.
ولكن بعد تطورات الأحداث في المنطقة وظهور داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وانتشار الفوضى والحروب الأهلية في العراق واليمن تبين أن فكرة الديموقراطية في تلك المنطقة أمر بعيد المنال. فاليوم لا يجرأ أحد من الغرب التكلم عن الديموقراطية في الشرق الأوسط حتى هيليري كلينتون نفسها.