بقلم جمال كاشوجي: أزمة اليمن ستنتهي إذا كررت السعودية ما فعلته في 1965
خاص سياسي - جهاد السقا
عندما بدأت الحرب في اليمن عبر كثير من السعوديين عن موافقتهم وتضامنهم مع تلك الخطوة للحد من النفوذ الإيراني حيث كانت تشكل خطرًا حقيقيًا على السعودية باقترابها من الحدود الشمالية للمملكة ولكن الوضع الحالي أسوأ فالآن تستطيع الدولة الشيعية بناء طريق سريع يمتد من طهران إلى بيروت عن طريق العراق وسوريا ولبنان هذا الوضع يشكل تهديدًا حقيقيًا للسعودية.
كما أن أغلب السعوديين أيضا كانوا مناصرين للحرب ضد المتمردين الحوثيين بعد سيطرتهم على اليمن ورفضهم لمشاركة السلطة وتحقيق الاستقرار في البلاد التي كانت تحت الحكم الديكتاتوري لثلاثة عقود. فبحلول 2015 استطاع المتمردون اجبار الرئيس الشرعي لليمن وحكومته على الفرار من البلد.
ولكن الآن ينتابني القلق بشأن فشل السعودية في القضاء على التقدم العسكري الإيراني على الرغم من الإنفاق المبالغ فيه على تلك القضية. فالسعودية تنفق حوالي 200 مليون دولار يوميا – الأمر الذي أنهك ميزانية الدولة فقد انفقت ثلث مخزونها المالي الذي تراجع لنحو 400 مليار دولار حيث قامت بشراء أنظمة صواريخ أمريكية الصنع سعر كلا منها حوالي 3 مليون دولار لحماية البنية التحتية التي تشمل محطات تحلية مياه البحر الأحمر.
بالإضافة إلى العواقب المالية، فقد فشلت السعودية فشلا زريعا من الناحية السياسية. فاليمن الآن توشك أن تشهد أزمة إنسانية طاحنة تعتبر الأسوأ في تاريخ الإنسانية منذ المجاعة التي حدثت بسبب الجفاف الكبير الذي ضرب أفريقيا في التسعينيات.
فطبقا لبرنامج الغذاء العالمي فإن 17 مليون يمني ( عدد السكان الكلي لليمن 28 مليون) سوف يعانون من تلك الأزمة.
والحل في يد السعودية فهي الوحيدة القادرة على إنهاء تلك الأزمة. فسمعة بلادي أصبحت سيئة عالميا وبدأنا نفقد مصداقيتنا كدولة. فالحل هو وقف الحرب في اليمن وذلك بإعادة مفاوضات السلام كما فعلت في عام 1965 لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن. ويمكن تكرار الأمر بتغيير موقفها فبدلا من أن تشارك في الحرب عليها أن تكون راعية للسلام.
كما فعل الملك فيصل الذي كان يدعم الحرب الأهلية في بدايتها ثم غير موقفه وبدأ المفاوضات وتحقق السلام. فقد دعا الملك فيصل جميع الأطراف المتنازعة إلى مؤتمر الطائف ورسم خريطة لتحقيق السلام. الأمر الذي تحقق بالفعل.
يجب أن يكرر ولي العهد السعودي تلك الخطوة فعلى الأمير محمد بن سلمان تعلم الدرس من الملوك السابقين وإنهاء الحرب في اليمن. كما على المجتمع الدولي الضغط على الحوثيين وإيران للاشتراك في مفاوضات السلام.
والسعودية عليها أن تعترف بالحوثيين كفصيل شرعي في اليمن مما سوف يشجعهم على الاعتراف بحق جميع الفصائل الأخرى المتنازعة وعلى جميع الأطراف الموافقة على توحيد اليمن لإنهاء النزاع.
عندها سيكون للأمير بن سلمان اليد العليا بكشف أمر إيران والحوثيين أمام الغرب إذا رفضوا المفاوضات.