الجارديان: الغارات المصرية على سيناء لن تقضي على الإرهاب
انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية، في افتتاحية عدد الاثنين، طريقة تعامل الحكومة المصرية مع ملفّ الإرهاب في سيناء، مؤكدة أن الغارات الجوية التي تنفّذها "لن تقضي على الإرهاب".
واعتبرت الصحيفة أن الهجوم الأخير على مسجد الروضة شمال سيناء تصعيد هائل، مشيرة إلى أن تهديد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، باستخدام "القوة الغاشمة" ضدّ المتطرّفين لن ينهي الأزمة.
وأضافت أن الاعتماد على "القوة الغاشمة" التي هدّد بها السيسي سيؤثّر في المواطنين الأبرياء في شمال سيناء، كما أنه لن يؤدّي إلى حماية أرواح الناس، كما حصل في مسجد الروضة.
وقالت إن الهجوم على مسجد صوفي شمال سيناء يعدّ الأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث، ومن أسوأ الهجمات التي تعيشها البلاد في سنواتها الأخيرة.
ورأت الصحيفة البريطانية أن اللافت في الهجوم أنها المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مسجد صوفي بسيناء.
ومنذ أن أعلنت الحكومة المصرية قانون الطوارئ سنة 2014، وشبه جزيرة سيناء منطقة معقّدة أمنياً، وعلى الرغم من أن الهجوم الأخير لم تتبنّه أي جهة، فإن هناك اعتقاداً على نطاق واسع أن تنظيم الدولة يقف وراءه.
وأكد مسؤولون للصحيفة أن مسلحين يحملون أعلام التنظيم هم من هاجموا المسجد، خاصة أنه سبق لـ "داعش" أن هدد الجماعات الصوفية، كما أن الهجوم قد يكون انتقاماً من جماعات رفضت التعاون مع المسلحين.
يظهر ارتفاع أعمال العنف شمال سيناء أن هذه الأزمة بُنيت على مدى عقود، وأنها تسارعت في السنوات الأخيرة، إذ تم تهميش المنطقة وإهمالها وقمعها، ما أثار غضب سكانها واستياءهم، وقد لجأت قوات الأمن والمسلحين لتكتيكات في مجتمعات سيناء التي يُعتقد أنها تساعد خصومهم.
وقالت الصحيفة إنه يجب عدم إغفال التنافس الذي بدأ يظهر مؤخراً بين تنظيمي القاعدة و"الدولة" في سيناء، عقب انهيار الأخير في العراق وسوريا وليبيا.
ويعدّ الهجوم الذي وقع خلال صلاة الجمعة في سيناء الأعنف؛ إذ قتل 305 أشخاص، فضلاً عن إصابة العشرات، بعد أن هاجم قرابة 40 مسلّحاً قرية الروضة في منطقة بئر العبد وفتحوا النار على المصلين.