هل يصبح حادث سيناء الإرهابي دافعُا لأمريكا لإعلان مصر مكانًا غير آمن ومنع السفر إليها؟

أدي حادث تفجير المسجد في سيناء إلى استشهاد المئات من الأفراد مما أثار مشاعر الحزن والأسى وإعلان حالة الحداد في مصر ولكن هل يمكن أن يكون ذلك دافعُا للولايات المتحدة أن تعلن مصر مكانًا غير آمن وتمنع السفر إليها؟ من المرجح أن ذلك لن يحدث لسبب واحد وجيه وهو أن الهدف الأساسي لتلك الجماعات الإسلامية المتطرفة هو قتل المسلمين.


نعم، فالمسلمون هم الضحايا الأساسيين لتلك العمليات الإرهابية وذلك لأن المسلمين هم طرف أساسي في الحملة ضد الإرهاب ورغم أن "ترامب" أثناء تقديم تعازيه للرئيس السيسي لم يشير إلى أن الضحايا مسلمين إلا أن ذلك لا يغير الحقيقة: أن تلك الجماعة الإرهابية تستهدف المسلمين أكثر من غيرهم.

وعلى الرغم من أن الأمر يبدوا كهجوم إرهابي شنته جماعة متطرفة ضد أقلية في بلد أغلبه مسلمين إلا أننا لا يجب أن ننخدع بالمظاهر. فالصوفيون ليسوا طائفة من المسلمين بل في الحقيقة أن الصوفية تعتبر جزء لا يتجزأ من المذهب السني الإسلامي.

ينكر الإرهابيون ذلك ولكن تلك هي الحقيقة فتاريخيًا كانت الصوفية دائمًا يشار إليها في التشريعات والعقيدة الإسلامية على أنها علم للروحانيات ضمن المنهج الإسلامي. وكون أن الجماعة الإرهابية ترى هذا المنهج مخالفًا للمنهج الذي تؤمن به لا يغير حقيقة أن الصوفيين مسلمين.

ولم يكن هذا هو الحادث الأول الذي يتم فيه تفجير مسجدًا. لذا فالأرجح أن المسلمين هم المستهدفون من قبل تلك الجماعات. ومن المرجح أيضًا أن هذا المسجد على الأخص كان مستهدفًا بسبب قبوله وانتماؤه لمنهج الصوفية كما يمكن أن يكون السبب ايضًا سياسًا بسبب رفض المواطنين المتواجدين في سيناء التعاون مع تلك الجماعات طبقًا لما تنشره وسائل الإعلام المصرية.

ويجب على مصر أن ترد بحكمة وإصارا على تلك الجماعات وتطبيق استراتيجيات واسعة لمنعهم من تكرار الأمر. ويجب أن نعي دائمًا أن تلك الكيانات تظهر وتختفي مع الزمن وأن جميع المجتمعات حول العالم تعاني من تلك الأفكار المتطرفة ومع الوقت تختفي تلك الأفكار وتظل المجتمعات قائمة فلم يحدث أن انتصر الإرهاب أبدًا.