"جاريد كوشنر" يخسر نفوذه في البيت الأبيض

منذ شهر قام "جاريد كوشنر" صهر الرئيس الأمريكي وأحد كبار مستشاريه بزيارة المملكة العربية السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي جذب انتباه العالم مؤخرا بمحاولاته الجريئة لتحديث نظام المملكة.


لم يستخدم "كوشنر" البالغ من العمر 36 عامًا الطائرات الخاصة بالبيت الأبيض ولم يعلن عن الزيارة إلا بعد وصوله ولم تتناول الأخبار تفاصيل لقاءاته مع سلمان خلال زيارته التي استمرت يومان. وعلق البيت الأبيض أن تلك الرحلة تعتبر من ضمن جهود "كوشنر" للحصول على الدعم من المنطقة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ومما يثير الدهشة أن بعد أيام فقط من زياراته شن سلمان حملة اعتقالات مكثفة لمسؤولين سعوديين بشأن قضايا فساد وخاصة من الغريب أن يناقش "كوشنر " وسلمان" هذا الشأن لأن حسب تصريحات البيت الأبيض إن حقيبة أعمال "جاريد" تشمل السلام الفلسطيني الإسرائيلي فقط.    

ساهمت تلك الزيارة في توضيح مكانه "كوشنر" فأصبح ينظر إليه على أنه شخص مقرب من مركز القوى وأنه في نفس الوقت يتعرض للتهميش التدريجي.

فبالفعل تناقصت مسؤوليات "كوشنر" بعد تعيين "جون إف كيلي" كبيرًا لموظفي البيت الأبيض. مما قلل من ظهور "كوشنر" للإعلام.

ولكن ما سبب هذا التهميش؟
من المرجح أن تورط "كوشنر" في التحقيقات بشأن التلاعب بالانتخابيات الروسية وإعاقة العدالة يجعله خطرًا على الرئيس "ترامب" حتى مع كونه زوج "إيفانكا" ابنة "ترامب" وشغله منصب أحد كبار مستشاري الرئيس. كما أن عائلة "كوشنر "تواجه ضغوطًا بسبب المشاكل حول ناطحة السحاب القائمة في" 666 فيفث إفينيو " بنيويورك الذي كان اشتراها كوشنر عندما كان مسؤولًا عن تولي الأعمال التجارية الخاصة بالممتلكات العقارية لعائلته قبل أن يتخلى أن هذا الدور عندما أصبح فردًا من الإدارة الأمريكية.

وقد لعب "كوشنر" دورًا كبيرًا في الانتخابات الأمريكية حتى أنه وصف نفسه بالثعلب الذي كان عليه اكتساب العديد من المهارات لتحقيق أهدافه ويعلق "كوشنر" عندما توليت مهامي بالبيت الأبيض كنت على علم بان المشاكل هنا غاية في التعقيد لأنها لو كانت مشاكل بسيطة لكان تم حلها قبل مجيئي لذا أعمل على التركيز والتحقيق بعمق وبذل الكثير من الجهد والوقت لإحداث تغيير".

ولكن يبدوا بالفعل أن سلطاته بدأت في التضاؤل بعد تولي "كيلي" منصب كبير موظفي البيت الأبيض فكان من ضمن شروط "كيلي" لقبول الوظيفة أن على الجميع أن يحصل على موافقته للوصول إلى "ترامب" بما في ذلك "كوشنر" و "زوجته" وقد صرح "كيلي" بوضوح أن "كوشنر" يعمل تحت قيادته. وعلق البعض أن هذا القرار قد يكون لتهميش دور "كوشنر" وعلق أخرون أن هذا يصب في مصلحة "كوشنر " للتركيز على مسؤولياته وإعفاءه من الضغائن التي يكنها زملاءه له.

وعلق "كوشنر" أنه يحبذ هذا التغيير حيث علق" إن أهم أولوياتي أن يعمل البيت الأبيض بأقصى كفاءة لأنني أؤمن بأجندة الرئاسة وأرغب في تنفيذها." ولا يزال "كوشنر" يحتفظ بحقيبة مسؤولياته التي تولاها منذ دخوله البيت الأبيض وهي تحقيق السلام في الشرق الأوسط وتولي شؤون كندا والمكسيك والصين وتولى مكتب الابتكار الأمريكي وهو عبارة عن مجموعة تعمل من الداخل على مواجهة التحديات التي سوف تواجه الحكومة على المدى البعيد.

وجدير بالذكر أن مكتب الابتكار الأمريكي يواجه العديد من الانتقاضات بزعم أنه لم يحقق أي شيء ويرفض "كوشنر" تلك الاتهامات بقوله أن المكتب يركز على المشاريع طويلة الأمد.

ولكن أهم مسؤوليات "كوشنر" هي تحقيق السلام في الشرق الأوسط –المهمة التي حيرت أجيال من المسؤولين الأكثر دراية وخبرة بشؤون المنطقة مقارنة ب "كوشنر".

وصرح العديد من المسؤولين في البيت الأبيض أن "كوشنر" يعمل على بناء علاقات شخصية قوية في الأطراف الهامة المتعلقة بتلك القضية لتحقيق أهدافه.