"حماس فى ثوب جديد" .. تعرض نفسها كحركة سياسية .. وتعلن الابتعاد عن التنظيم الإخوانى
خاص سياسي - أحمد سنبل
"عجلة التاريخ لا تتوقف عن الدوران" فما كان يحدث بالأمس قد تشهده مستقبلا ولكن مع اختلاف الأدوار.. فحركة المقاومة الإسلامية "حماس" التى انطلقت عام 1987 بانقلاب على الإخوان المسلمين،حيث رفض قادتها فى ذلك الوقت فكرة انطلاق الحركة، ولكن سرعان ما تبدلت الأحوال والآن تسعى الحركة إلى الانفصال عن الجماعة الإخوانية ، ويبدو أن حماس خلعت الرداء الراديكالى، لتردى الرداء الماركسي وتنفذ مقولة الفيلسوف الألمانى كارل ماركس "لا شيء يمكن أن تكون له قيمة دون أن يكون هدفا للفائدة".. فما فائدة أن تبقى الحركة محسوبة على جماعة أصبحت مفككة.
تغير كبير تشهده حركة "حماس" تسعى من خلاله إلى تقديم نفسها للعالم وكأنها حركة سياسية فى المقام الأول، وليست حركة دينية كما اعتادت أن تصف نفسها بذلك على مدار سنوات عديدة، ولكن هل تنجح الحركة فى إقناع العالم بالرؤية الجديدة؟ خاصة وأنها أمام معضلة ليست بالبسيطة وهى أن اسمها هو اختصار لمصطلح "حركة المقاومة الإسلامية" فكيف ستواجه المجتمع الدولى بفكر جيد ، وباسم يدل على عقيدة من الصعب التنازل عنها؟
وأعلنت "حماس" الانتهاء من صياغة المسودة النهائية لوثيقتها السياسية الجديدة، ووزعتها على قيادات مكتبها السياسى وأعضاء مجلس الشورى العام، تمهيدا للإعلان عنها خلال أيام القليلة المقبلة فى مؤتمر صحفى بالعاصمة القطرية "الدوحة".
وتتضمن الوثيقة الجديدة الاعتراف بحدود 1967 كحدود للدولة الفلسطينية مع فرض هدنة طويلة الأجل، وتغيير بعض بنود الميثاق القديم الذى يعود تاريخه لـ3 عقود، حول شكل المقاومة ضد إسرائيل، كما تتناول الوثيقة الجديدة مستقبل الحركة، وتمت صياغتها بطريقة مرنة لتفادى أخطاء الماضى مع جيرانها الإقليميين والدوليين والمحليين، والبعد عن الاعتبارات الدينية لكسر عزلتها الدولية، والتعامل مع الملفات الشائكة فى ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات، خاصة فى ملف ارتباط "حماس" الفكرى بجماعة الإخوان، بعد التطور الملحوظ فى العلاقة مع مصر مؤخرا.
ويرى الدكتور نشأت الأقطش أستاذ الإعلام في جامعة "بيرزيت"، أن وثيقة "حماس" الجديدة، تختلف بدرجة 180 درجة عن ميثاق حركة حماس 87. موضحاً ان هذه الوثيقة هي بمثابة برنامج سياسي مطعم بألفاظ دينية خلافاً للميثاق السابق الذي كان ميثاق ديني فيه أفكار سياسية.
وأشار إلى أن خلو الوثيقة من ذكر "الإخوان المسلمين" في أي بند من بنودها، يؤكد أن حماس تجهز نفسها للدخول للمجتمع الدولي ودخول مرحلة سياسية جديدة.
وأضاف أنه عندما انطلقت حركة حماس كانت انقلاب على الإخوان المسلمين، ولم تكن بالتوافق مع الإخوان المسلمين، بمعنى أن سلوك الاخوان كان ضد إطلاق حماس في هذه المرحلة"؛ ولكن عندما نجحت حماس وحُوصرت عام 2006 عاد التوافق بين الإخوان وحماس، والدعم الأساسي كان لها من الإخوان بالدرجة الأولى والنظام الإيراني ثم تركيا.
ويبدو أن التغير الكبير فى موقف حماس مرتبط باختيار الحركة لـ "يحيى السنوار" قائدا عاما لها في قطاع غزة، الذى وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه سيكون حلقة وصل قوية بين جناحي الحركة العسكري والسياسي، نظرا لما يتمتع به من خبرة أمنية ومهارات عسكرية.
ويعتبر يحيى السنوار من القيادات الفلسطينية الأولى التي قادت أشكالا مختلفة من المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ بدية ثمانينيات القرن الماضي.
وولد السنوار عام 1962 في مخيم خان يونس في قطاع غزة. وتعود أصوله إلى مجدل عسقلان، وعاشت أسرته في مخيم خان يونس،وتلقى السنوار تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة لإكمال تعليمه الجامعي، ويحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية.
وتقول وسائل إعلام فلسطينية إن شقيقه القيادي في كتائب عز الدين القسام، محمد السنوار، كان أحد مهندسي "صفقة شاليط".
وقد اعتقل السنوار إداريا أول مرة عام 1982 لمدة أربعة أشهر، وفي عام 1985 اعتقل مرة أخرى بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص بحماس الذي عرف باسم "مجد"، ويعد السنوار من أبرز المعتقلين المفرج عنهم في إطار صفقة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011 الذي عرفت باسم "صفقة شاليط".
ويعد السنوار من أشد قيادات المقاومة التي تبغضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تصفه بـ "العنيد"، حيث تصفه تل أبيب بأنه "رئيس جناح الصقور" في حماس بغزة، وزعمت أنه "شخص متطرف قياسا مع منظمته، وهو يتحدث بمفاهيم نهاية العالم والحرب الأبدية ضد إسرائيل.
وأدرجت الولايات المتحدة في سبتمبر 2015 اسم السنوار على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين"، إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس هما القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى.