مع بدء عامها السابع .. الأزمة السورية واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً في العالم

 تبقى الأزمة السورية واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً وتغيراً في العالم
تبقى الأزمة السورية واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً وتغيراً في العالم

6 سنوات مرت على انطلاق الثورة السورية ، ولم تحسم أمرها حتى الآن ، فما بين مؤيد لبقاء الأسد، و أخر رافض لبقائه يدفع الشعب السورى كل يوم ثمنا باهظا بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية المتدهورة إلى أبعد الحدود، وأصبح رغبة المواطن السورى فى الهروب واللجوء إلى دولة مجاورة حتى لو كلفه الأمر حياته أو على الأقل حياة أقرب الناس إليه ، أسهل بكثير من البقاء فى بلد أصبح ملاذا آمنا ليس لأهله ولكن للجماعات المتصارعة عليه.


ومع دخول النزاع فى سوريا عامه السابع، تبقى الأزمة السورية واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً وتغيراً في العالم..فالحاضر السورى أصبح مهددا ما بين قتيل ومصاب أو حتى لاجىء، ولكن ماذا عن مستقبله؟سؤال بدأ يطرح نفسه فى الآفاق، خاصة عقب إعلان منظمة "إطباء بلا حدود" فى تقريرها بمناسبة مرور 6 سنوات حول الثورة السورية اكتشافها من خلال ملاحظة الأوضاع الصحية للأطفال السوريين أن الحرب في سوريا تركت عشرات آلاف من الأطفال دون تطعيم  على مدار سنوات عدة، الأمر الذى يحمل فى طياته العديد من المخاطر على أطفال سوريا، وبالأدق مستقبلها ، حيث أننا أمام جيل صاعد يعانى من ويلات الحرب، ومخاطر صحية ونفسية قد تؤثر على مستقبل البلد العربي الهام على مدار سنوات عديدة قادمة، الأمر الذى دفع المنظمة بالمطالبة بتعزيز برامج التلقيح الوقائي وزيادة حملات التطعيم المكثفة في حالات الإصابة بالعدوى و كذلك بمزيد من التحرك الذي لا يزال يعتبر ثانوياً  لدى الجهات الفاعلة طبياً وإنسانياً في بلد مزقه النزاع.

وتوضح سارة فرّير المنسقة الطبية لدي "أطباء بلا حدود" في شمال سوريا أنه "منذ تصاعدت وتيرة العنف في عام  2012 والغالبية الساحقة من الأطفال الذين ولدوا في مناطق عديدة من سوريا لم يأخذوا التطعيمات الخاصة بمراحلهم العمرية، مما يعني أن الأطفال السوريين غير محصنين في مواجهة الأمراض، مشيرة إلى أن صعوبة الأمر لا تتوقف عند هذا الحد بل تمتد إلى ما هو أبعد ، حيث أن النزوح الجماعي للبشر يعني أن السلطات الطبية والمنظمات غير الحكومية لم تعد قادرة على تركيز جهودها في هذه الأنشطة، مشيرة إلى أن الأطفال كانوا يحصلون على التطعيم بشكل طبيعي في سوريا قبل الحرب غير أننا نواجه الآن انتشارَ مشكلةٍ كبيرة وبشكل خاص في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة،أو فبالإضافة إلى سكان هذه المناطق، تم اكتشاف أن أطفال الأسر التى هربت من مناطق تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، لم يحصلوا على التطعيم.

وأشارت إلى أنه تم توثيق ومعالجة حالات عدوى في وقتها في محافظات الرقة وإدلب وحلب ومناطق ريف دمشق، وعلى الرغم من محدودية الحالات حالياً إلا أن إمكانية حدوثها تبقى واردةً. مع نقص التطعيمات ونزوح أعداد كبيرة من الناس يشتد خطر انتقال العدوى كالوباء الذي يمكن السيطرة عليه خاصة أن بعض أنواع العدوى تنتقل من خلال الهواء.

وترى المنسقة الطبية لدي "أطباء بلا حدود" في شمال سوريا  أنه مع اقتراب اعتدال المناخ فإنه من المتوقع أن يحاول الناس العودة إلى الأماكن التي توقف فيها النزاع كما هو الحال في مدينة حلب أو في مناطق مثل الباب التي يتغير فيها نطاق السيطرة وطبيعة الهجمات. وتشمل التحديات التي تحول دون تقديم منظمات أخرى التطعيمات ارتفاع تكلفة هذه البرامج وصعوبة الحصول على اللقاحات أو الحفاظ على سلسلة تبريدها كي لا تفسد. كما أن الحصار الذي استمر في حلب بين يوليو إلى ديسمبر من عام 2016 جعل من المستحيل إدخال اللقاحات هناك.

 ونفذت المنظمة برنامج التحصين الموسع لعدة سنوات في المستشفى التي تديرها في شمال سوريا وبدأت بإرسال الفرق إلى المخيمات النازحة للحد من خطر تفشي العدوى بالتعاون مع جهات إنسانية أخرى. فالتركيز على منطقة ذات كثافة سكانية تقدر بـ 200 ألف شخص ، من بينهم أكثر من 34 ألف طفل دون سن الخمس سنوات بنسبة تقارب الـ17%، قامت منظمة أطباء بلا حدود بإطلاق حملتين متخصصتين للتطعيم ضد الحصبة بعد أن تأكد وجود سبع حالات في مخيم الشماريك للنازحين، حيث قادت المنظمة حملة التطعيم واشتركت فيها منظمة الصحة العالمية ومنظمات طبية محلية، وتم تطعيم 6,540 طفلاً دون سن الـ15 عاماً، وكذلك تم تطعيم 5,733 سيدة في سن الإنجاب (15 – 45 عاماً) ضد التيتانوس. 

وإجمالًا في الفترة بين يوليو 2016 و فبراير 2017، قامت أطباء بلا حدود بتطعيم ما مجموعه 35,907 طفلاً دون سن الخامسة في أربع مقاطعات في محافظة حلب شمالي سوريا ضمن إطار برنامج التحصين الموسع.

ويقول رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في شمال سوريا ماسيميليانو ريباودينغو إنه بالرغم من أن القانون الدولي الإنساني يمنع قصف المستشفيات، إلّا أنّه وللأسف، لا تزال هذه الممارسات شائعة في سوريا وتتأثر الخدمات الصحية بشدة بهذه الهجمات المتكررة".

وأوضح أنه خلال العام الماضى،تلقت منظمة أطباء بلا حدود تقاريراً عن وقوع ما لا يقل عن 71 هجومًا على 32 مرفقًا صحيًا مختلفًا إمّا تديره المنظمة في سوريا أو تدعمه. 

ويقول بابلو ماركو، مدير عمليات أطباء بلا حدود في منطقة الشرق الأوسط إن تركيا والعراق والأردن ولبنان قاموا بجهود ضخمة لمساعدة اللاجئين السوريين، حيث استضافوا نحو 8ر4 ملايين سوري، لكن ما زال هناك مئات آلاف الذين يواصلون البحث عن لجوء في الخارج.

وأضاف ماركو: "لا يمكن لبقية العالم أن يدير ظهره لآلاف الناس الذين فرّوا من الحرب والاضطهاد. وإن احترام حق الشعوب في طلب اللجوء والحصول على المساعدة والحماية الملائمة أمر أساسي".