الأسباب الحقيقية وراء إعلان إسرائيل امكانية إغلاق مكتب "الجزيرة" القطرية

تحاول إسرائيل من وقت لأخر أن تظهر للدول العربية أن على استعداد كامل للتعاون مع الدول العربية، وتكون عنصر مهم فى القرار الجماعى الذى تتخذه الدول العربية، فأعلنت تأييدها واستعدادها للتعاون فى مكافحة الإرهاب تارة، واعتبار إيران عدوا مشتركا تارة أخرى، والآن تعلن أنها على استعداد للوقوف مع الدول العربية فى موقفها من قناة الجزيرة القطرية وإمكانية إغلاق مكتبها بإسرائيل.

الغريب فى الأمر أن إسرائيل لم تتحدث عن الديوان الأميرى القطرى، أو الحكومة القطرية، أو العلاقات مع قطر بشكل عام، ولكنها بدأت بالحديث على قناة الجزيرة لتظهر أنها كانت فكرة قديمة لديها ولكنها تراجعت عنها لصعوبة تطبيقها على ارض الواقع، ولكنه حان الوقت لاستغلال الفرصة وإغلاق مكتبها.

وإسرائيل فى حال اتخذا قرار بإغلاق مكتب الجزيرة ستكون قد حققت هدفين الأول أنها تؤكد للدول العربية أنها تسير فى نفس التوجه العربي الذى تسير عليها المنطقة الأمر الذى يؤكد تصريحاتها بالمصير المشترك، والثانى هو الانتهاء من التوترات التى كانت تحدثها القناة القطرية لتل ابيب على حد وصف الحكومة الإسرائيلية.

وقال إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو ترأس جلسة مباحثات لبحث إغلاق مقر الجزيرة.

وأشار إلى فى الأيام القليلة الماضية اتخذت الأردن والمملكة العربية السعودية خطوات عقابية ضد شبكة تليفزيون الجزيرة القطرية، فى إطار قرار المقاطعة الذى اتخذته عدة دول عربية.

وذكر إيتمار آيخنر  أن التقديرات تشير إلى أن إسرائيل تري أهمية استغلال هذا الوقت لغلق مقر قناة الجزيرة فى إسرائيل ، لأنه تسببت فى الإضرار بها بحوادث مشابهة كما حدث مع الدول العربية.

وأوضح  أن إسرائيل تراجعت فى الماضى عن قرار غلق مقر الجزيرة فى إسرائيل بسبب التحريض الذى تقوم به ضد إسرائيل، خوفا من الضرر الإعلامى الكبير الذى سيتسبب له اتخاذ مثل هذا القرار.

كما أن من بين 34 عاملا فى قناة الجزيرة بإسرائيل يوجد 25 % منهم "عرب إسرائيل"، ويوجد مشكلة قانونية تتعلق بهم، كما أنه فى حالة إغلاق إسرائيل للقناة القطرية يحق لها أن تستأنف ضد القرار فى القضاء الإسرائيلي.

وذكر إيتمار آيخنر أن إسرائيل ترى مثل العديد من الدول العربية خطرا من قناة الجزيرة،مشيرة إلى أن مثلها مثل الإعلام الألمانى فترة النازية.