الأمم المتحدة تتهم إسرائيل والفلسطينيين بالفشل بعقد محاكمات في جرائم حرب
قال تقرير صادر عن الأمم المتحدة إن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لم يقدما للعدالة المتهمين بارتكاب جرائم حرب من بينها القتل، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وأشارت الوكالة إلى أن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين، هو من أعد التقرير الذي يقيم الالتزام بما يصل إلى 64 تقريرا و929 توصية من مجلس حقوق الإنسان والأمين العام للأمم المتحدة والمحققين الحقوقيين التابعين للمنظمة الدولية من عام 2009 إلى عام 2016.
وقال التقرير: "ينبه المفوض السامي إلى عدم الالتزام المتكرر بالدعوات للمحاسبة التي وجهتها منظمة حقوق الإنسان بالكامل ويدعو إسرائيل إلى إجراء تحقيقات سريعة ومتوازنة ومستقلة في كل الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان وجميع المزاعم بارتكاب جرائم دولية".
وأكد "عدم استجابة دولة فلسطين للدعوات إلى المحاسبة ويدعو دولة فلسطين لإجراء تحقيقات سريعة ومتوازنة ومستقلة في كل الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان وكل المزاعم بارتكاب جرائم دولية".
وترى "رويترز" أن التقرير قد يثير مزيدا من الجدل في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حيث قالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها تعيد النظر في عضويتها به بسبب ما وصفته بأنه "انحياز مزمن ضد إسرائيل".
ووجهت مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة نيكي هايلي الأسبوع الماضي إخطارا رسميا بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تراجع مشاركتها ودعت إلى إصلاحات لوضع إسرائيل "على قدم المساواة".
وقال التقرير إن هناك "غيابا عاما لتحميل المسؤولية على المستويات العليا" في إسرائيل عن الانتهاكات في غزة. وأضاف "لم تصدر سوى بضع إدانات إن وجدت في انتهاكات محدودة مثل السرقة والنهب".
وأضاف التقرير أن على السلطات الإسرائيلية والفلسطينية أن تضمن حصول ضحايا الانتهاكات في صراعهما الطويل على العدالة وعلى تعويضات.
ولم يرد أي من الجانبين على التقرير الذي سيناقشه المجلس المكون من 47 عضوا في الـ19 من يونيو.
يشار إلى أن إسرائيل كانت قد شنت على قطاع غزة ثلاثة حروب في الأعوام 2008-2009 (التسمية الإسرائيلية – الرصاص المصبوب والتسمية الفلسطينية بقعة الزيت اللاهب) و2012 (التسمية الإسرائيلية - عامود السحاب، والتسمية الفلسطينية حجارة السجيل) و2014 (التسمية الإسرائيلية - الجرف الصامد، والتسمية الفلسطينية العصف المأكول)، جرى اتهام إسرائيل على إثرها بارتكاب انتهاكات خطيرة للقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان.
وبحسب إحصاءات لجنة توثيق الحقائق التابعة للحكومة الفلسطينية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد أدت حرب 2008-2009 إلى مقتل أكثر من 1436 فلسطينيا من بينهم نحو 410 أطفال و104 نساء ونحو 100 مسن، وإصابة أكثر من 5400 آخرين بينهم أكثر من 400 إصابة خطيرة، نصفهم من الأطفال.
واعترفت إسرائيل بمقتل 14 شخصا منهم 11 جنديا و3 مدنيين وإصابة 300 شخص، 120 جنديا و180 مدنيا.
وأسفرت معركة "حجارة السجيل"، عن مقتل 162 فلسطينيا بينهم 42 طفلا و11 سيدة، وإصابة نحو 1300 آخرين بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فيما قتل 20 إسرائيليا وأصيب 625 آخرون، معظمهم بـ"الهلع"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
ووفقا للمركز الفلسطيني للإعلام، أسفرت عملية "الجرف الصامد" عن مقتل 2147 فلسطينيا وإصابة 870 10 آخرين، فيما لقي 72 إسرائيليا مصرعهم وأصيب 720 آخرون بجروح.