ولي العهد السعودي يتوعد بـ"الضرب بيد من حديد"بعد تبني تنظيم "الدولة الإسلامية" اعتداء جدة

 


توعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخميس بــ"الضرب بيد من حديد" المتطرفين في بلاده، وذلك بعد وقوع اعتداءين إرهابيين على القنصلية الفرنسية ومقبرة لغير المسلمين في المملكة العربية السعودية. يذكر أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تبنى الاعتداء بعبوة ناسفة على مقبرة لغير المسلمين في جدة خلال إحياء دبلوماسيين أوروبيين ذكرى اتفاق الهدنة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918.

كما تعهّد ولي العهد السعودي بــ"الضرب بيد من حديد" المتطرفين في المملكة المحافظة، بعد هجومين على القنصلية الفرنسية ومقبرة لغير المسلمين تبنّى إحداهما تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأعلن بن سلمان، أن "عملنا اليوم أصبح استباقيا، وسنستمر في الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا"، مضيفا "لم يعد التطرف مقبولا في المملكة العربية السعودية". وتوعّد الأمير قائلاً "كل من تسول له نفسه القيام بعمل إرهابي واستغلال خطابات الكراهية بعقاب رادع ومؤلم وشديد للغاية". لكنه طالب أن "يتوقف العالم عن ازدراء الأديان ومهاجمة الرموز الدينية والوطنية تحت شعار حرية التعبير لأن ذلك سيخلق بيئة خصبة للتطرف والإرهاب"، مؤكداً أن بلاده ترفض "أي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب، وتؤكد على أن الحرية الفكرية وسيلة للاحترام والتسامح، كما أن الإسلام يجرم هذه العمليات الإرهابية ويحرم إراقة الدماء ويمنع الغدر بالآمنين وقتلهم بدون وجه حق".

وتابع بن سلمان "لقد قدمت وعودا في عام 2017 بأننا سنقضي على التطرف فورا، وبدأنا فعليا حملة جادة لمعالجة الأسباب والتصدي للظواهر. خلال سنة واحدة، استطعنا أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 سنة". يذكر أن شخصين على الأقل أصيبا الأربعاء في اعتداء بعبوة ناسفة في مقبرة لغير المسلمين في جدة غربي السعودية خلال إحياء دبلوماسيين أوروبيين ذكرى اتفاق الهدنة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918.

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد تبنى الاعتداء، وقال في بيان نشرته حسابات جهادية على تطبيق تلغرام "تمكنت مفرزة أمنية من جنود الخلافة من زرع عبوة ناسفة في مقبرة الخواجات في حي البلد في مدينة جدة"، مضيفا أنه "بعد تجمّع عدد من قناصل" الدول الأوروبية "فجرها المجاهدون عليهم، ما أدى لإصابة عدد منهم". وهذا الاعتداء الثاني في جدة بعد هجوم في 29 تشرين الأول/أكتوبر استهدف حارس أمن في القنصلية الفرنسية. وأفاد المتحدث الإعلامي لإمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري أن اعتداء الأربعاء الذي وصفه بأنه "فاشل وجبان" وقع "أثناء حضور القنصل الفرنسي لمناسبة في محافظة جدة"، مضيفا أنه أسفر عن "إصابة أحد موظفي القنصلية اليونانية ورجل أمن سعودي بإصابتين طفيفتين".

ووردت تقارير عن إصابة بريطاني في الاعتداء لم تؤكدها لا السلطات السعودية ولا البريطانية. ووقع الاعتداءان بعد سلسلة اعتداءات نفذها إسلاميون متطرفون في فرنسا والنمسا على خلفية نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، وموقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجهة إدراج نشر الرسوم في إطار حرية التعبير في فرنسا. والخميس أعلنت الشرطة الهولندية أن عدة رصاصات اطلقت على السفارة السعودية في لاهاي من دون وقوع اصابات، من دون أن تُعرف دوافع إطلاق النار. القضاء على التطرف شهدت المملكة منذ تولي ولي العهد منصبه في العام 2017، انفتاحا اجتماعيا غير مسبوق شمل السماح بإقامة الحفلات الموسيقية ورفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة وإعادة فتح دور السينما وتقليص دور الشرطة الدينية. وكان الأمير الذي يُنظر إليه على أنه الحاكم الفعلي للمملكة الثرية، تعهّد قبل ثلاث سنوات بإنهاء مظاهر التشدد في السعودية.

وإلى جانب الحملات الأمنية، نفّذت السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية سلسلة من الاعتقالات بحق أمراء وسياسيين حاليين وسابقين ورجال أعمال على خلفية تهم تتعلق بالفساد، وبحق كتاب ورجال دين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان بينهم نساء متهمة إياهم بالمساس بأمن الدولة. وشوّهت جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي الذي كان يكتب مقالات مناهضة لولي العهد في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، صورة الأمير محمد كقائد شاب إصلاحي.

ويعتبر مراقبون أن ولي العهد يقف خلف الحملات في المملكة التي يرون فيها محاولة لمنع أي معارضة لحكمه. ولكن الأمير أكّد في تصريحاته الخميس أن الفساد الذي كان يستهلك بين 5 إلى 15 بالمئة من ميزانية الدولة النفطية، "أصبح من الماضي ولن يتكرر بعد اليوم على أي نطاق كان دون حساب قوي ومؤلم لمن تسول له نفسه، كبيرا أو صغيرا". وقبل أسبوع من استضافة المملكة اجتماعات قمة مجموعة العشرين، قال ولي العهد إن السعودية، صاحبة أكبر اقتصاد عربي ستكون إحدى "أسرع دول مجموعة العشرين نموا في الناتج المحلي غير النفطي في السنوات القادمة".