بسبب تصاعد الأزمة الداخلية في أثيوبيا .. 10 آلاف لاجئ أثيوبي يفرون إلى السودان

تشهد أثيوبيا صراعا داميا، أصبح يهدد أمن واستقرار الدولة الأفريقية خاصة بعد اجتيازه لحدود منطقة تيجراي المعزولة، حيث أعلنت الحكومة الفيدرالية احتجاز ما يقرب من 150 عميلا يشتبه بهم في اتهامات بالسعي إلى "بث الخوف والرعب" في جميع أنحاء البلاد.


 وقال بيان للحكومة إن المشتبه بهم "متنوعون عرقيا"، لكن المخاوف لا تزال شديدة بين عرقية التيجراي، وسط تقارير عن استهدافهم من قبل السلطات.
 هذا ومن المقرر أن يشهد اليوم خروج العديد المسيرات لدعم الهجوم العسكري للحكومة الفيدرالية في منطقة تيجراي الشمالية على حكومة إقليمية يعتبرها رئيس الوزراء آبي أحمد وحكومته غير قانونية.
 
ودفعت حدة التوترات عشرة آلاف من الاثيوبيين إلى الهروب واللجوء إلى السودان المجاور، حيث تحذر السلطات المحلية بالفعل من أنها غارقة في الأزمة، وتستعد لاستقبال ما يصل إلى 200 ألف شخص.
 
ورفض رئيس الوزراء الإثيوبي المناشدات الدولية للتفاوض وخفض التصعيد، قائلاً إن ذلك لا يمكن أن يحدث قبل إزالة "الزمرة" الحاكمة لجبهة تحرير شعب تيجراي واعتقالها وتدمير ترسانتها المليئة بالأسلحة.

ويبدو الأمر أنه انزلاق مفاجئ نحو حرب أهلية، لكن ملابساته كانت تنذر به قبل شهور، فقد أعلن أبي أحمد بعد توليه منصبه في 2018 عن إصلاحات سياسية شاملة ضمنت له الفوز بجائزة نوبل، لكن هذه الإصلاحات كانت السبب في تهميش جبهة تحرير شعب تيجراي والتي سبق وهيمنت على الائتلاف الحاكم في إثيوبيا.

 وغادرت جبهة تحرير شعب تيجراي التحالف فيما بعد، وأجرت في سبتمبر انتخابات محلية في تحد للحكومة الفيدرالية. وكل جانب يعتبر الآخر غير قانوني الآن، وكل طرف يلوم الآخر على بدء القتال.
  
ولا تزال خطوط الاتصالات والنقل مقطوعة في منطقة تيجراي، مما يجعل من الصعب التحقق من مزاعم كل طرف، بينما تحذر الأمم المتحدة وجهات أخرى من كارثة إنسانية تلوح في الأفق مع نقص الغذاء والوقود لملايين الأشخاص.

وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، إن الجيش الوطني عثر على جثث أفراده الذين تم تقييدهم وإطلاق النار عليهم في تيغراي، وهي منطقة في الشمال حيث تقاتل قواته القوات المحلية.

ولم يذكر عدد الجثث التي تم العثور عليها ولم يصدر تعليق فوري من الحزب الحاكم في تيغراي، الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، فالاتصالات معطلة في تيغراي منذ بداية الصراع.

كما حذرت الأمم المتحدة يوم الخميس، من أن وكالات الإغاثة غير قادرة على إعادة تخزين المواد الغذائية والصحية وإمدادات الطوارئ الأخرى في منطقة تيغراي بشمال إثيوبيا، حيث تقاتل القوات الفيدرالية مع القوات المحلية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في أحدث تقرير له عن الأزمة، إن خطوط الهاتف إلى المنطقة لا تزال معطلة، مما يضر بعمليات الإغاثة، وأضاف "لا يُسمح بالنقل من وإلى تيغراي، ونتيجة لذلك يظهر نقص في السلع الأساسية، مما يؤثر على الفئات الأكثر ضعفاً أولاً والأكثر ضعفاً".