هل تضعف قمم ترامب في السعودية نفوذ إيران في المنطقة؟

من بين الأهداف العدة المعلنة، للزيارة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليا للمملكة العربية السعودية، والقمم التي يعقدها هناك ويحضرها 55 مسؤولا من دول عربية وإسلامية، يبدو ما قاله مسؤولون أمريكيون وسعوديون عن هدف التصدي للنفوذ الإيراني أكثر الأهداف جدلا.


ويرى مراقبون أن السعودية تسعى عبر الزيارة التي تصفها بالتاريخية، إلى تعزيز نفوذها الإقليمي على حساب إيران منافسها الإقليمي الرئيسي، وسط ما يبدو أنه توافق تام بين الرياض وواشنطن في عهد ترامب، على التصدي لما يسميه الطرفان بالخطر الإيراني على المنطقة.

غير أن بعض المراقبين يرون أن الاصطفاف الأمريكي بجانب معسكر دون آخر، ربما يؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة، وتوسيع شقة الانقسام الطائفي الذي تشهده بما قد يؤدي إلى نتائج عكسية.

التصدي للعبث الإيراني
يقول اللواء الدكتور أنور عشقي، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والقانونية بالسعودية، في حديث لنقطة حوار ،إن زيارة ترامب للسعودية هي بالتأكيد ليست في مصلحة إيران، ذلك أن أول الأهداف الأربعة التي قطعها ترامب على نفسه، بعد وصوله للسلطة كانت التصدي للعبث الإيراني في المنطقة على حد قوله، بجانب أهداف ثلاثة أخرى هي مكافحة الإرهاب، وإعادة الاستقرار للمنطقة، ثم تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويضيف عشقي في حديثه لنقطة حوار، إن وجود ترامب في السعودية يحقق عدة أهداف، أهمها الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهو ما يمثل بدوره عزلا لإيران سياسيا ودوليا، ويتوقع عشقي أن يدرك الشعب الإيراني في ظل هذه الضغوط كيف أن حكومته تسير في الطريق الخطأ.

ويرى عشقي أن الولايات المتحدة حددت ثلاث سيناريوهات في التعامل مع إيران، أولها مد الحبل لها حتى تخنق نفسها، ثم تشديد العقوبات عليها حتى ينهار النظام من الداخل، ثم ثالثا وإذا لزم الأمر توجيه ضربات جراحية بحيث تضعف الوحدة الوطنية، ومن ثم تؤدي لانهيار النظام.

ويعتبر عشقي أن الشعب الإيراني ليس عدوا لا للمملكة العربية السعودية، ولا لدول مجلس التعاون الخليجي وإنما العدو هو النظام الإيراني، ومن ثم يرى أنه لو عدل هذا النظام من توجهاته فإن إيران يمكن أن تكون جزءا من المنطقة .

مجرد فقاعات إعلامية
أما المحلل السياسي فيصل عبد الساتر فيقول إن إيران كانت بلا شك الحاضر الأكبر، في القمم التي يعقدها ترامب في السعودية، ويضيف عبد الساتر أن تصريحات المسؤولين السعوديين، كانت واضحة بهذا الشأن، قبل انعقاد تلك القمم خاصة عندما قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، إن إيران تشكل العدو المشترك لأمريكا.

لكن عبد الساتر يقول إن محاولات عزل إيران أو محاصرتها، لا تعدو أن تكون فقاعات إعلامية انبرى لها هؤلاء، تحت عنوان الانتصار الوهمي على إيران في المنطقة، لكن الحقيقة والكلام لعبد الساتر هو أن هذه المساعي ستجعل السعودية تكنس بيت مالها لصالح الجشع الأمريكي.

ويشير عبد الساتر إلى أن أمريكا لن تذهب في أي مواجهة مع إيران، بل ستدفع حلفاءها من الدول العربية لأن يكونوا دوما أعداء لإيران وهو ما يريحها هي وإسرائيل من القيام بأي شيء تجاه إيران.

ويرد عبد الساتر على مقولة أن الضغوط الأمريكية، يمكن أن تؤثر على النظام الإيراني من الداخل، فيقول إن المحاولات الأمريكية بهذا الصدد، لم تتوقف وهي ليست وليدة هذه القمم، وقد مني معظمها بالفشل في أكثر من محطة، بينما الشعب الإيراني متماسك حول قيادته، وهو ما بدا واضحا من مشاركته الكثيفة من المشاركة في الانتخابات الأخيرة وانتخابه روحاني رئيسا لفترة ثانية.