بقلم دانيل بيرك: بين "إرهاب إسلامي" و"إسلاميين متطرفين".. ترامب يناور لإرضاء الجميع

قبل إلقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطابه الذي كان منتظرا عن الإسلام من العاصمة السعودية – الرياض – كانت معظم وسائل الإعلام تركز على أمر واحد أساسي، وهو: هل سيذكر مصطلح الإرهاب الإسلامي المتطرف؟


هل سيواصل ترامب استخدام المصطلح كما فعل عام 2016 خلال حملته الانتخابية والتي حملت انتقادات إلى الرئيس السابق، باراك أوباما بسبب ما اعتبره ترامب رفضا من أوباما لـ"تسمية الأسماء بأسمائها" أم أنه سيحاول تلطيف المصطلحات أمام مضيفيه السعوديين باستخدام تعبير "الإسلاميون المتطرفون"؟ في الواقع فإن ما فعله ترامب كان استخدام المصطلحين وذلك عبر توجيه انتقاداته لـ"الإسلاميين" و"الإرهاب الإسلامي."

ببساطة، تعبير "إسلاميين" يتعلق بالحركات السياسية التي تسعى لتطبيق الشريعة والحكم الديني، أما تعبير "الإسلامي" فيتعلق بالدين نفسه، ما يدفع الكثير من المسلمين إلى رفض ربط ذلك المصطلح بالعنف والإرهاب.

مسؤول كبير في البيت الأبيض قال إن تعبير "الإرهاب الإسلامي" لم يكن ضمن النص المكتوب لخطاب الرئيس ترامب، ولكن الأخير "استخدمه دون انتباه بسبب الإرهاق". وسواء كان استخدام ترامب للمصطلح مقصودا أم لا فإنه يعكس النظرة المزدوجة للإدارة الأمريكية إلى الإسلام.

فمن جهة، كسب ترامب رضى المسلمين الأمريكيين بوصفه الإسلام بأنه "أحد أعظم الأديا في العالم"، وذلك بتحول جذري عن رأيه السابق الذي قال فيه "الإسلام يكرهنا". كما أنه من جهة ثانية كسب رضى جمهوره المحافظ من خلال استخدام تعبير "الإرهاب الإسلامي."

هذا النوع من التضارب في المواقف يظهر كثيرا في خطابات الرئيس، ولكن الأمور أصبحت أكثر سوءا عندما بدأ الخطاب بالتطرق إلى قضايا دينية. على سبيل المثال سعى ترامب إلى الرد على الإسلاميين رافضا قولهم إنهم يطبقون التعاليم الإسلامية بقوله إنهم "يعبدون الموت ولا يعبدون الله" وأنهم "مجرمون وليسوا مؤمنين."

شهيد أمان الله، أحد المستشارين السابقين لوزارة الخارجية الأمريكية، قال إن "الرئيس ترامب" مختلف عن "المرشح ترامب" فهو "يفرّق بوضوح بين الإسلام وبين الإرهاب" على حد تعبيره. ورغم أن ترامب ابتعد في خطابه عن فكرة "صدام الحضارات" التي يعتنقها مستشاره الأمني، ستيف بانون، إلا أنه تبنى مجمل أفكاره بانون حول طريقة مكافحة الإرهاب، وخاصة اعتباره مشكلة "دينية وعسكرية" تمثل خطرا على الغرب.