وقت لا ينفع الندم .. أرقام تُظهر ندم أمريكي وبريطاني على دعم ترامب والبريكسيت

تُظهر استطلاعات رأي ندمًا أمريكيًّا وبريطانيًّا على نتيجة آخر مشاركة انتخابية اتجهت نحو «اليمين»، فيندم أغلبية الأمريكيين عن دعمهم لدونالد ترامب رئيسًا لأمريكا، ويندم معظم البريطانيين عن دعمهم للبريكسيت!


الأمريكيون يريدون عودة أوباما بعد أقل من أسبوعين من تنصيب ترامب!
في 20 يناير (كانون الأول) الماضي، وصل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب للبيت الأبيض رسميًّا، ليصبح الرئيس رقم 45 في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على نظيرته هيلاري كلينتون المرشحة عن الحزب الديمقراطي، بعد حصول ترامب على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي، وعدم حصوله على أغلبية شعبية.


ومنذ الأيام الأولى لترامب بدأ الرجل مباشرةً وبسرعة في تنفيذ العديد من تعهداته على أرض الواقع، من بينها تلك المرتبطة بحظر مواطني دول ذات أغلبية إسلامية من دخول أمريكا، والانسحاب من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي.

ويبدو أن كثيرًا من الأمريكيين تفاجؤوا بخطوات ترامب السريعة، وشعروا بالحنين إلى سياسة الرئيس السابق باراك أوباما الذي لم يكن له صلاحية الترشح في أي انتخاباتٍ رئاسية، فقبل أقل من أسبوعين من تنصيب ترامب، أجرى مركز (بابلك بوليسي، Public Policy) لاستطلاعات الرأي استطلاعًا خرج إلى النور في الثاني من فبراير (شباط) الماضي.

وأظهر الاستطلاع أن أغلبية الأمريكيين يريدون عودة أوباما إلى البيت الأبيض، إذ كشف الاستطلاع أن 52% من العينة أرادوا عودة أوباما إلى البيت الأبيض، في مقابل 48% قالوا إنهم سعداء بوصول ترامب إلى البيت الأبيض.

بعد 100 يوم من حكمه.. الأمريكيون نادمون على ترشيح ترامب
وفي نهاية أبريل (نيسان) الماضي، أجرى موقع فوكس نيوز بالتعاون مع شركة أندرسون روبنز للبحوث، استطلاعًا حول مدى رضا الأمريكيين عن ترامب بعد نحو 100 يوم من حكمه، وأظهرت نتجية الاستطلاع ندمًا أمريكيًّا لدعم ترامب؛ فعندما سُئلت عينة عشوائية قدرها 1009 ماذا سيفعلون لو أجريت انتخابات الرئاسة لعام 2020 اليوم، قال 36% إنهم سيعيدون ترشيح ترامب، فيما قال 55% إنهم سينتخبون مرشحًا آخر.

وهي نتيجة مختلفة عن استطلاع فوكس نيوز الذي أجرته في 2009 بعد أول 100 يوم لأوباما في البيت الأبيض، ففي ذلك الاستطلاع، قال 51% إنهم سيعيدون ترشيح أوباما، فيما قال 31% إنهم سينتخبون مرشحًا آخر.

ولم يتفوق أوباما فقط على ترامب في استطلاعات الرأي سالفة الذكر، وإنما سجّل ترامب تدنيًا ملحوظًا في شعبيته بالمقارنة بالعديد من الرؤساء السابقين، وهذا رسمٌ يوضح ذلك التقلص في الشعبية، ويعبر خط ترامب (الأحمر) عن مدى قبوله وفقًا لاستطلاعٍ «يومي» أجراه مركز جالوب للدراسات على 1500 مبحوث، فيما يعبر خط أوباما (الأزرق) عن متوسط القبول «الأسبوعي» في رئاسته، وتعبر الخطوط الأخرى عن أحدث نتائج استطلاعات الرأي بشكل متقطع.

هكذا أيّد البريطانيون البريكسيت عند الاستفتاء
في 23 يونيو (حزيران) 2016، شهدت بريطانيا استفتاءً حول بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه، وحسم البريطانيون النتيجة لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بفارقٍ طفيف، إذ أيد 52% من البريطانين خروجهم من الاتحاد، مقابل 48% أيدوا البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وبعد استقالة رئيس الوزراء البريطانيّ السابق ديفيد كاميرون من منصبه، بعدما ذهبت نتائج الاستفتاء عكس ما يريد، حلّت تريزا ماي محله رئيسة لوزاراء بريطانيا، لتبدأ إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، وفي 29 مارس (آذار) الماضي، أطلقت آلية للخروج من الاتحاد الأوروبي من خلال توقيعها على المادة 50 من اتفاقية لشبونة، ليكون تفعيل تلك المادة بمثابة نقطة انطلاق لمفاوضات تستمر سنتين بين لندن والاتحاد الاوروبي للتوصل لاتفاق نهائي حول الخروج.

ولا يزال ملف الخروج من الاتحاد الاوروبي محل جدل في بريطانيا، ودعت ماي في 18 أبريل (نيسان) الماضي إلى انتخابات برلمانية مبكرة، وقد وافق البرلمان على إقامتها في الثامن من يونيو (حزيران) المقبل، بدلًا من تنظيمها في موعدها الطبيعي عام 2020، أملًا من ماي بأن تخوض مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي من موقع أقوى.

أغلبية البريطانيين نادمون على البريكسيت
ولكن لا يبدو أن التأييد الشعبي للبريكسيت ما زال قائمًا، إذ عبّر أغلبية البريطانيين للمرة الأولى عن ندمهم على التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، بحسب استطلاع رأي حديث أجراه مركز «يوجف» نهاية أبريل (نيسان) الماضي لمجلة التايمز التي نشرته في 27 أبريل (نيسان) الماضي.

وجرى الاستطلاع على عينة قدرها 1590 شخصًا بالغًا، و ردًّا على سؤالٍ مفاده «بعد إمعان النظر بما حدث، هل تعتقدون أن بريطانيا كانت على حقّ أم على خطأ في التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي؟» قال 45% إن بريطانيا كانت على خطأ بالتصويت لصالح البريكسيت، في مقابل 43% من العينة رأوا أن قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي كان قرارًا صائبًا، فيما لم يحدد 12% من العينة رأيهم سواء بالقبول أو الرفض.

وبحسب المجلة فإن هذا هو أول استطلاع للمركز يظهر الندم البريطاني على البريكسيت، وخلال الأشهر السابقة لأبريل (نيسان) هذا العام فإن استطلاعات المركز أظهرت تقدمًا لمن رأى أن قرار الخروج للاتحاد الاوروبي كان صائبًا عن أولئك الذين رأوا أنه كان خاطئًا بنسب طفيفة.

ففي يناير (كانون الثاني) كانت النسب كالتالي: 46% صائب، 42% خاطئ، وفي فبراير (شباط) كانت النسب: 45% صائب، و44% خاطئ، وفي مارس (آذار) كانت النسب: 44% صائب، 43% خاطئ، ويظهر التقارب الشديد في النسب مدى انقسام الشارع البريطاني حول البريكسيت.

وامتد الندم البريطاني في استطلاع أبريل (نيسان) الماضي، إلى الوضع الاقتصادي ومكانة بريطانيا في العالم، إذ اعتبر 39% من العينة أن الوضع الاقتصادي لبريطانيا سيكون «أسوأ» مما كان عليه أثناء تواجدها في الاتحاد الأوروبي، في مقابل 28% على رأيٍ مُعاكس، كما رأى 36% من العينة أيضًا أن نفوذ بلادهم في العالم سيتراجع بعد بريكسيت مقابل 19% عبروا عن رأي معاكس.