بعد تبادل الهجمات.. مخاوف من تصعيد عسكري محتمل بين باكستان وإيران

في تطورات مثيرة للقلق بمنطقة الشرق الأوسط، شهدت مقاطعة سيستان وبلوشستان جنوب غربي إيران، سلسلة من الانفجارات، صباح اليوم الخميس، وفقًا لوكالة أنباء الإيرانية (إرنا).


وقال مسؤول أمني باكستاني لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن بلاده استهدفت سبعة مواقع داخل إيران، وهو آخر تصعيد بين الجارتين، فيما أعلنت إيران أن 3 نساء و4 أطفال جميعهم غير إيرانيين قُتلوا في انفجار واحد.

وأوضحت الخارجية الباكستانية، في بيان، أن إسلام أباد نفذت سلسلة من الضربات العسكرية ضد مخابئ الإرهابيين في مقاطعة سيستان وبلوشستان الإيرانية، مشيرة إلى أن هذه الضربات كانت دفاعًا عن أمن باكستان والمصلحة الوطنية.

وتقاتل باكستان وإيران، منذ فترة طويلة، مسلحين في منطقة "بلوش" المضطربة على طول حدودهما التي يبلغ طولها 900 كيلومتر، لكن الحادث الأخير يمثل تصعيدًا كبيرًا بين القوتين المتجاورتين، إذ يتزامن مع تصاعد الأعمال العدائية الإقليمية في الشرق الأوسط بسبب العدوان الإسرائيلي في غزة.

ويأتي إطلاق باكستان الصاروخي بعد يوم من إعلان إيران أنها استخدمت "ضربات صاروخية دقيقة وطائرات بدون طيار" لتدمير معقلين لجماعة "جيش العدل" المسلحة في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية.

وأسفرت الغارات عن مقتل طفلين وإصابة عدة آخرين، وفقًا لمسؤولين محليين ووزارة الخارجية الباكستانية، التي وصفت الهجوم بأنه "انتهاك غير مبرر لمجالها الجوي من قبل إيران"، وحذرت إيران من "عواقب وخيمة".

كما أثارت باكستان خلافًا دبلوماسيًا، أمس الأربعاء، باستدعاء سفيرها من إيران وتعليق جميع الزيارات الإيرانية رفيعة المستوى.

وجيش العدل، الذي استهدفته إيران، هو جماعة انفصالية مسلحة تعمل على جانبي الحدود، وأعلن في السابق مسؤوليته عن هجمات ضد أهداف إيرانية، وهدفها المعلن هو المدافعة عن حقوق السنة في إيران واستقلال إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني المجاور لباكستان.

وأعلنت الجماعة، أمس الأربعاء، مسؤوليتها عن هجوم على مركبة تابعة للحرس الثوري الإيراني في سيستان وبلوشستان، وتقول وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إنها أسفرت عن مقتل أحد قادتها.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن السفير الإيراني لدى باكستان يجب ألا يعود من زيارته الحالية لإيران، وحذر من أن "باكستان تحتفظ بالحق في الرد على هذا العمل غير القانوني".

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده استهدفت فقط "الإرهابيين" الإيرانيين على الأراضي الباكستانية، وإنه "لم يتم استهداف أي من مواطني دولة باكستان الصديقة بالصواريخ والطائرات بدون طيار".

وفي وقت سابق، دافع متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عن الضربات، ووصفها بأنها عملية "دقيقة وموجهة" لردع التهديدات الأمنية.

لكن وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني، صرح لنظيره الإيراني بأن الهجوم المميت داخل الأراضي الباكستانية ألحق ضررًا بالغًا بالعلاقات بين البلدين.

وشدد وزير الخارجية الباكستاني على أن الهجوم الذي شنته إيران داخل حدود بلاده، يوم الثلاثاء، لم يكن انتهاكًا خطيرًا لسيادة باكستان فحسب، بل كان أيضًا انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وروح العلاقات الثنائية بين البلدين.